هذه قاعدة ثابتة.. العنف يصنع العنف، ما من بلد عاش العنف والانفلات والنيران، والقتل والنسف إلا وأوغل فيه، لبنان كان استثناء في هذه القاعدة، باكستان ، البلد الاسلامي الكبير العريق عرف العنف في بداية السبعينيات، ولكني اقفز الى أبريل 2010م حيث صدر تقرير لجنة الأممالمتحدة حول اغتيال بي نظير علي بوتو التي كانت تمثل الحلم والأمل لأهل باكستان لتعود اليهم بعد سنوات المنفى اكتوبر 2007م ولكنهم فجعوا باغتيالها بالرصاص اثر عودتها وأمام أعينهم وأعين كل العالم عبر الفضائيات كانت تتحدث في ذروة حماستها وشبابها وحبها لوطنها ولأهله والجماهير الغفيرة تتجاوب وتتفاعل ، وأحدث الاغتيال البشع والجرأة التي نفذت به دوياً هائلاً داخل باكستان وخارج حدودها، ووجد رئيس باكستان وأجهزته ما يظهر الشكوك في ضلوعه حتى ولو بالغفلة المتعمدة أنه وراء اغتيال الحلم المنتظر، أي عودة بي نظير قيادة متميزة وزعيمة موضع احترام وقيادة لافتة ومتميزة في الحكم الديمقراطي وسرعان ما جاء اللجوء الى الأممالمتحدة للتحقيق في الاغتيال المأساوي الداوي لزعيمة وابنة زعيم أسس دولة باكستان الحديثة ، وصدر بالجمعة 2010/4/16م التقرير الأممي حول اغتيال بي نظير علي بوتو زعيمة حزب الشعب ورئيسة الوزراء السابقة ، ان الرئيس مشرف واجهزته تقاعدا او اهملا او تجنبا عدم توفير الحراسة او الحماية لزعيمة غالبية شعب باكستان، ولم تتخذ أي اجراءات احترازية او وقائية ولم توفر لها الدول اية حماية، وقد عادت لتوها لقيادة حزبها وفرض الانتخابات بعد نجاح معارضتها القوية في ارباك وهز اركان سلطة الجنرال المشرف، اطلعت على تقرير الأممالمتحدة التي أصبحت جزءاً من مسؤولياتها في عالم اليوم اعداد تقارير وتحقيقات عن الاغتيالات الكبيرة الجسيمة ، ورجعت الى مفكرة يناير 2007/10/15م نقلت فيها آخر حديث أجرته معها جريدة (الشرق الأوسط) قالت فيه: «أنا متوترة جداً، أي شئ وارد في ظل نظام يحكم بقانون الطوارئ، نعم فكرت بالأمر، قد يحاولون اغتيالي وحذرت عائلتي واحبائي لأي احتمال، يبدو الأمر مرعباً جداً، ولكن لا تنسوا أنني انتمي الى عائلة هذا هو مصيرنا، أولادي كبروا في هذه الاجواء، وزوجي قضى سنوات في السجن فقط لانه اقترن بي ومع ذلك فلم يتمكنوا من تدميرنا ، يعرف المرء من خبرته انه يتوجب علىّ العودة اليوم ، لا أريد أن أفكر في الأمر فات الأوان لاعادة التفكير».. وتمضي في الحديث.. وأتناول بعده شخصيتها ثم شخصية والدها الزعيم ورئيس وزراء باكستان الذي نفذ فيه الجنرال ضياء الحق حكم الاعدام باتهامات واهية ونفذه بدم بارد. لعنة الله على العنف ولمن يتسبب فيه أو يقف وراءه او يقود اليه.