اعتبر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن تأثير تداعيات بركان آيسلندا على شركات الطيران أشد من التأثيرالذي أعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي وقعت بالولايات المتحدة واضطرتها لإغلاق أجوائها ثلاثة أيام.وأضاف: أن تعاطي الحكومات الأوروبية مع أزمة البركان الذي ينفث موجات من السحب الغبارية منذ الأربعاء الماضي غير كافية باتجاه فك إغلاق الأجواء الأوروبية.وعدل رئيس إياتا جيوفاني بيسينياني تقديرات الخسائر اليومية لقطاع الطيران العالمي جراء أزمة البركان إلى (250) مليون دولار بدلا من مائتي مليون دولارالتي كان أعلن عنها الاتحاد الجمعة الماضية.ودعا بيسينياني إلى تحرك عاجل لإعادة فتح المجال الجوي بشكل آمن وإلى عقد اجتماع للمنظمة الدولية للطيران المدني التابعة للأمم المتحدة.وأوضح بأنه يتوجب الابتعاد عن سياسة الوقف الشامل لحركة الطيران الجوي والسعي لطريقة يتم خلالها فتح المجال الجوي بشكل متدرج، متهما السلطات في مختلف الدول الأوروبية بتضييع فرص لتسيير رحلات جوية بشكل آمن.وأدى إغلاق معظم المطارات في أوروبا إلى تعطيل سفرملايين الركاب الذين تقطعت بهم السبل، كما لحقت أضرار بمستوردين ومصدرين وجراء تعطل الحركة الجوية استفادت قطاعات محدودة فزاد الطلب على القطارات والباصات والعبارات المائية، التي قدمت خدمات أكبر من المعتاد. الى ذلك إمتد تأثير سحب الرماد المنبعثة من بركان إيسلندا ليطال شركات الطيران العربية، حيث قدرت شركة طيران الإمارات خسائرها بنحو (50) مليون دولار, بينما أكدت الخطوط الجوية الجزائرية أنها تخسر أربعة ملايين دولار يومياً، كما شملت الخسائر قطاعي الطيران والسياحة في مصر.وقال رئيس طيران الإمارات تيم كلارك إن الشركة تخسر يوميا عائدات (18) ألف مسافر بسبب إغلاق المجال الجوي في المملكة المتحدة وبعض دول أوروبا الغربية. وتربض في مطار دبي الدولي حاليا حوالي (30) طائرة أي ما يعادل خمس الأسطول. وتتكبد طيران الإمارات خسائر فادحة تصل إلى (10) ملايين دولار أمريكي يوميا، ووصل عدد ركاب الشركة المتأثرين بإلغاء هذه الرحلات إلى أكثر من (80) ألف مسافر، عبر شبكة محطاتها العالمية التي تبلغ (102) محطة وتوفر الشركة حاليا إقامة فندقية وثلاث وجبات يوميا لأكثر من خمسة آلاف راكب ترانزيت بكلفة تصل إلى أكثر من مليون دولار أميركي في اليوم الواحد. من جهة أخرى قال مسؤول دائرة الاستغلال في شركة الخطوط الجوية الجزائرية بوعلام عناد إن الشركة تخسر ثلاثة ملايين يورو (أربعة ملايين دولار) يوميا، جراء اضطراب رحلات الطيران الناجمة عن انتشار سحابة الرماد البركاني في إيسلندا.وأضاف :أن الشركة ألغت (64) رحلة منذ مساء الخميس الماضي مما تسبب في تعطيل سفر (21) ألف شخص إلى مختلف الوجهات بأوروباوعلى صعيد متصل قال مساعد أول وزير السياحة المصري هشام زعزوع إن رحلات الطيران في مصر انخفضت بنسبة (40%)، كما بلغت نسبة الانخفاض في إشغال الفنادق إلى (30%)، وتم إلغاء (23) رحلة طيران بين القاهرة وعدة مدن أوروبية الأحد الماضي. وتوقع رئيس غرفة الفنادق في الاتحاد المصري للغرف السياحية وسيم محيي الدين انخفاض نسب الإشغال بفنادق شرم الشيخ والغردقة بنسبة (30%) أيضا خلال الفترة القادمة، حيث يبلغ متوسط نسب الإشغال حاليا نسبة (85%).