الضجة التي احدثتها تلك المرأة الطاعنة في السن امام ذلك المتجر, لم تكن بسبب نقص في الوزن التجاري، أو حتى بسبب ارتفاع تعريفة سلعة معينة, ولكن كانت بسبب فتح صاحب المتجر لدفتر الحساب الخاص بها امام جاراتها في الحي, مماتسبب لها في حرج بالغ، خصوصا واحدى الجارات اللائي اشتهرن باللسان (الطويل) تقول لها في جملة مازجت بين الخبث والشماتة:(معقولة حسابك وصل الف جنيه..انتي اصلو بتشيلي شنو؟). ويظل صاحب المتجر يحتل مساحة مقدرة من اثارة الجدل المستمر,وعرابا ضليعا في الحي , يعرف مالايجب ان يعرف , ويناقش الامور الخاصة على الهواء الطلق, تتيح له معاملاته مع الزبائن توفير قدر من المعلومات يكفي لاعطائه المقدرة على خراب البيوت. ودفتر الحساب او الجرورة ظل على مدى السنوات السابقة عنصرا اساسيا من عناصر مكونات اي دكان او متجر, واسلوبا ماديا يكفي استخدامه لفترة طويلة, على خلق علاقات ودودة مع المواطن بامر (الدين). (يوسف محمد) احد اصحاب هذه المتاجر اكد على حساسية التعامل مع الزبون عبر دفتر (الجرورة) وقال ان السرية مهمة جدا في حفظ العلاقة مابين الزبون وصاحب المتجر, ويضيف (يوسف) انه عانى كثيرا من صعوبة التعامل عبر الدفتر مع المواطنين خصوصا النساء, ويوافقه في الرأي رفيقه في المتجر(محمود حسن) الذي اضاف ان هناك بعض الزبائن يرفضون تماما فتح حسابهم امام المواطنين اذ حتى مجرد التلميح به, وقال انه ظل طوال الفترة الماضية يتعامل مع الزبائن على طريقة:(حسابك في بئر), لكنه لم ينس ان يؤكد على ضرورة وجود شفرة سرية مابين الزبون وصاحب المحل, واضاف: (لدينا في المحل شفرة خاصة نتعامل بها مع الزبائن لدي سؤالنا عن امكانية الدفع وهي مخاطبته بعبارة:(لسه مادرت؟), ويضيف ان هذا الاسلوب حفظ المودة مابيننا وزبائننا حتى هذه اللحظة.