خليط «هجين» مشوّه يجمع بين عدد من أفكار البرامج، على سبيل المثال «حيلهم بينهم» وبرنامج «المواجهة»، وأيضاً «بدون حجاب» وغيرها من البرامج، كل ذلك الهجين جمعته الأستاذة نادية عثمان مختار عبر قناة هارموني الفضائية، واختارت له اسم «بالدليل القاطع».. «بالدليل القاطع» برنامج لا يعرف ماذا يريد أن يقول، فلا هو بالحيل المباشرة وبرامج المقالب التي تقدم مع نجوم الفن، ولا هو بالبرنامج الحواري الجاد الذي يجبرك على متابعته، ولا هو يسعى لاثارة الضيف عبر مواجهته ببعض الحقائق الدامغة.. ولا أدري هل نضب معين الأفكار السودانية إلى هذا الحد الذي جعل الحيل والأسباب تتقطع بأستاذة صاحبة تجربة اعلامية طويلة، لتأتي وتقدم فكرة مستنسخة من أفكار لبرامج أصلاً موجودة..؟! أزمة جيل..!! لايزال مسلسل الهبوط الاضطراري للأغنيات يتواصل، ومن شباب يؤمل فيهم حمل لواء الأغنية السودانية للأسف.. ودونكم أغنيات (مسدسك) و(مهند ونور) و(حلاتك حلاتك)، وغيرها من غث الكلام الفاجع.. يقول البعض إن الحل يكمن في القانون لايقاف هذه المهازل والمهالك الخادشة للذوق العام وقبله للأذن، بينما نرى أن كثيراً من القوانين التي تضبط الحركة الغنائية في السودان غير مفعلة، ذلك لأن هناك قصوراً في المتابعة، وقصوراً في الامكانات التي تمكن من ضبط كل ذلك، وليس ببعيد قوانين الملكية الفكرية، والتي سنتها المصنفات الأدبية، وعضدها اتحاد المهن الموسيقية السودانية، لكن مازال الفنانون يجأرون بالشكوى من عدم تنفيذ القانون وتطبيقه بالرغم من وجود حالات مضبوطة بالفعل، لكن لم يتخذ معها اجراء قانوني.. إذن القانون وحده ليس الحل، والتوعية واسداء النصح نرى أن من يقدمون مثل هذا الفن لا يصغون السمع لكثير مما يقال.. ويبقى المجتمع الذي يستمع لهذه الأغنيات، بل ويطالب بها، فمن يقوم هذا الاعوجاج؟! ويبقى السؤال مطروحاً: الأغنية الهابطة.. هل تعكس تدني مستوى المطرب، أم أنها تكشف مدى تدني الذوق العام لهذا الجيل؟؟! يا صوتها..! صوت من الكريستال.. شديد الوضوح والنقاء، يأخذك في لحظات الفرح ويحلق بك بعيداً، ويحتويك بحنو بالغ في لحظات الحزن، صوت يألفه قلبك ويبوح له بالكثير من القصص المماثلة التي عاشها ويجدها في الكلمات التي تغنت بها، حتى لو لم يكتب لها شعر جميل، فان صوتها كفيل أن يجعل أي كلام شعراً جميلاً، وكذلك اللحن، ففي صوتها من الشجن ما يصبغ الروعة على اللحن الذي تؤديه.. حضورها الطاغي يبهر كما البرق تماماً، ويستولي على الناظر إليه كما يستولي الكنز على الباحث.. ببذخ تدهشك وهي تغني.. فلا تكتفي بالسماع فقط، انما بالتحليق بعيداً مع ذلك الصوت نحو فضاءات أرحب من الفرح.. وحينما تجوس بك في أغنيات التراث، يدفعك الحماس -دون ريب أو شك- للوثوب عالياً، ويشتهي -حينها- ظهرك معانقة (العنج) في نشوة شاهقة.. عفواً سادتي.. ألم أخبركم من هي..؟ انها فهيمة عبد الله.. إذن ها أنا أقولها.. هل هناك من يخالفني في ذلك..؟! لا أعتقد..!!