قام الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية، على رأس وفد رفيع المستوى بزيارة الى الخرطوم في الأسبوع الماضي، حاملا تهاني وتحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة اعادة انتخاب عمر البشير رئيسا للجمهورية وتمنياتهم للسودان وشعبه دوام التقدم والازدهار . ( 2 ) قد تبدو هذه الزيارة واللقاء بالرئيس عمر البشير، أمرا عاديا بمقاييس العلائق التي تربط بين الدول الصديقة والشقيقة، غير أن قيمة هذه الزيارة في كونها حملت دلالات بالغة الأهمية، ومتعددة الأوجه، فهي أولا قيمة مطلقة تشير إلى قيادة حكيمة وفية بعهودها ملتزمة بمواثيقها، وهي ثانيا قيمة تتصل بمكارم الأخلاق والفضيلة، وهي ثالثا قيمة تتصل بمواقف الإمارات الثابتة والمؤيدة والتواقة لنصرة الحق والعدالة . ولم تكن مصادفة أبداً أن تسجل الامارات هذا الحضور الأنيق، وهذا التواصل العريق مع السودان خاصة، ومع الشعوب والمجتمعات كافة، فسياستها الخارجية منذ تأسيسها عام 1971 اتسمت بالحكمة والاعتدال والتوازن ومناصرة الحق والعدالة حسب النهج الذي أرسى قواعده المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وظل أبناؤه من بعده يسعون وبكل وفاء، إلى كل ما ينعش قلب الأمة ويبعث فيها الأمل، والى كل ما يجعلها ترنو الى آفاق المستقبل، بعين ثاقبة وروح متحفزة وقلب زاخر وهمة صاعدة. وسيظل ما زرعه زايد من حلم جميل، باقيا ليورق ويثمر في ربوعه يوما بعد يوم، وجيلا بعد جيل لأنه ضرب جذوره في الأرض. وان كان الشيخ زايد -رحمه الله- قد طرق بابا بما تحقق من أحلام في أيامه، فانه أيضا طرق باب الخلد بما سوف يتحقق من بعده . لهذا حرص أبناؤه على ابقاء هذه الاحلام الجميلة دافقة متوهجة. ولهذا جاء سلفه كبيرا من دوحة تربتها الكبر، إذا مات منها سيد قام سيد، وإذا مضى منها علم بدا علم، قؤول فعول كوالده، وهذه لعمري هي شيم أهل السيادة الكبار . ( 3 ) والرئيس البشير الذي أذهل شعبه العالم، بحرصه على التمسك بحقه في اختيار منهجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي مغتالا بذلك توقعات كل الذين راهنوا على عجزه، ثمن زيارة الوفد الاماراتي والذي كان أول الواصلين من بين كل الدول الصديقة والشقيقة، مشيدا بعمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين مشيرا الى الانجازات التي حققتها مسيرة العلاقات على مختلف الأصعدة، مؤكدا في ذات الوقت حرص حكومته على دعم المشاريع الاستثمارية في السودان . بدوره أكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على تميز العلاقات بين البلدين والتي حققت نموا ملحوظا في مجالات الاستثمار والتجارة، مشيرا الى سعي الامارات بالعمل على تفعيلها في مختلف المجالات . وأضاف ان السودان الشقيق سيشهد في مراحل مقبلة المزيد من الأمن والاستقرار بقيادة الرئيس عمر البشير . هذه المعاني الجليلة والجميلة التي تربط بين البلدين أشبه بغرسة مباركة نقلها أبناء زايد من الجدب الى الخصب، ومن الملوحة الى العذوبة المنعشة، باعتبارها إحدى بنات الرؤى العظيمة في تلك الأحلام الجميلة المتعددة الفصول. صحيفة العرب اللندنية