? هنالك مهن لها إيقاعات وصدى لا يزعج أصحابها.. وانما ربما آخرون.. تجولنا لنحصد من بينها: ? الحاج عبد الله محمد (حداد).. يقول: الحدادة مهنة جميلة لكن صدى صوتها الحاد أصبح بالنسبة لي شيئاً عادياً لقد تعودت عليه.. آلة القطع واللحام والشواكيش. ويضيف: أعترف أن اصوات هذه الآلات والمعدات مزعج للآخرين وحتى بالنسبة لنا.. ولكن ماذا نفعل؟ المعيشة صعبة ولابد من العمل وهذه مهنتنا. ? مازن طفل صغير يحمل (باقة) ماء بارد وكيزان يضربهما ببعض.. يقول: هذا الصوت لذيذ بالنسبة لي لانه يلفت انتباه الزبائن.. أضرب الكيزان ببعضها احياناً اعتبرها لعبة.. ولكن الناس ينزعجون. ? وتسمع في الحافلات فرقعة الاصابع.. الكماسرة حينما يودون أخذ الأجرة من الركاب.. يقول محمد علي: مهنتنا صعبة ومزعجة.. حتى هذه الفرقعة احياناً تعد استفزازاً.. ولكن لا توجد طريقة غير هذه وهي أفضل مما كان عليه في الزمان الماضي حيث يحمل الكمساري (حصاة) متوسطة الحجم ويضرب بها على حديد البص أو العربة وأحياناً كانت (الصامولة) المعلقة بسلك أو جنزير صغير. وما ننسى الصافرة. ? أماني الطيب.. قالت: انها تسكن بالقرب من أحد محال الحدادة.. مما إضطرها بسبب الازعاج من الرحيل إلى مكان آخر.. الحدادة إيقاعاتها مزعجة.. وتضيف زميلتها أماني: هنالك النجارون وغيرهم.. وأعد هذه المهن إذا ما نظرنا إلى ايقاعاتها وصداها غير مزعجة إذا ما تعود الساكنون عليها.. وهي مصدر دخل لأهلها.. وخدمة للمواطنين والمجتمع.