في وقت تشهد فيه الساحة الدارفورية تطورات خطيرة خاصةً في الصعيد العسكري، اختطفت يد المنون اللواء ركن إبراهيم عز الدين نائب مدير هيئة الاستخبارات والأمن بالقوات المسلحة ومسؤول ملف الأمن في وفد الحكومة لمفاوضات الدوحة.الراحل الذي صعدت روحه إلى بارئها الأربعاء المنصرم بمستوصف النيل الازرق الذي دخله للعلاج من كسر أصاب يده نتيجة تعرضه لحادثة سير. الراحل نصحه الأطباء بالسلاح الطبي بعدم الخضوع لعملية (المسطرة) كون التشخيصات والفحوصات أثبتت عدم الحاجة للتدخل الجراحي، ولكن تحت إلحاح من بعض الأهل خرج من السلاح الطبي متوجهاً للمستوصف الخاص ومنه عرجت روحه الطاهرة للسماء. وفي موكب مهيب تقدمه القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير البشير، وبحضور المهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، شيّعت البلاد ابنها البار إلى مثواه الأخير، وأمّ الرئيس البشير المصلين بناءً على رغبة والد الفقيد، بعدها عدّد زملاء الفقيد مآثره داعين له بالرحمة والمغفرة. فقيد الدفعة (27) بقوات الشعب المسلحة، بدأ حياته العسكرية بالعمل في استخبارات سلاح المدرعات، ومنها الى إدارة الاستخبارات العسكرية في أعالي النيل لعدة سنوات، وخلال تلك الفترة لعب دوراً مُؤثِّراً في دخول القوات المسلحة مدينة الناصر وذلك في إبان عهد التمرد ومن ثَم أسند للواء الركن إدارة القوات الصديقة (القوات الجنوبية الى صف الحكومة) على خلفية الخبرة المتطاولة التي نالها من عمله في شُعبة استخبارات الجنوب، الأمر الذي أهّله لدور بارز في إمضاء اتفاقية الخرطوم للسلام العام 1997م ليتدرّج بعدها في المناصب إلى أن أصبح نائب مدير الاستخبارات. ويُعد اللواء إبراهيم ركيزة أساسية في المفاوضات التي تجريها الحكومة ومختلف الأطراف، فهو كان حاضراً في: إتفاق أبوجا، وبملف الدوحة الحالي، وفي ملف تداعيات الوحدة والانفصال وتداعياتهما، فضلاً عن ترؤسه لوفد خبراء الحكومة مع الجانب التشادي في ملف الترتيبات الأمنية بين البلدين، الذي أرسى لحالة من الاستقرار بعد طول غياب. ونعى اللواء مهندس ركن حسن صالح عمر قائد سلاح المهندسين زميله الراحل بكلمات طيبات، قال إنها تتقاصر وما بذله من تضحياتٍ للوطن، وقال إن الفقيد إتسم بالهدوء والإتزان، وأشار إلى أنه كان من طراز اجتماعي متفرد لا تفارق البسمة شفاهه، وأكد أن الراحل لقيه إبان وعكته الأخيرة بمعنويات عالية تعكس إيمانه العميق.