بقاعة الراحل العملاق سر الختم الخليفة وبطابق علوي جاءت عقول تربوية وسياسية من الجنسين ليتصفحوا سجلا مهماً اسمه التخطيط التربوي الذي يفتقد لرؤية متقدمة فيما يتعلق بمناهجه واخلاقياته ومستواه ومعلمه الذي فقد الأمل في التدريب والتحديث فلجأ مهرولاً للدروس الخصوصية داخل العاصمة القومية وبولايات السودان المتعددة التي ابرز وزراء تعليمها في حزن واضح ان الدعومات المالية كافة التي تصلهم للتعليم الاساسي تذهب لراتب لا يسد الرمق وتظل شكاوى اولياء الامور لتصل للمحاكم لان الدولة اقرت بمجانية تعليم الاساس والوزارة الولائية تطالب الصغار بسداد مصروفات تعين على توفير السبورة والمقعد والممسحة، بينما ظلت مدارس الولايات خالية من الحديقة الصغيرة المخضرة ومن أزيار الماء ومن حصص التربية الوطنية ومن منهج الاقتصاد المنزلي ومن فاعلية مجالس الآباء لينبري أحد الوزراء ليقول: «البترول ظهر والحرب وقفت فأين نحن من دولة تصدر الوقود؟.. ويردف آخر على الدولة ألا تتنصل من واجباتها، وثالث يخاطب الحضور بتفاؤل مشروع واصفاً مجلس التخطيط التربوي الذي اعلنته رئاسة الجمهورية ويجلس على قيادته وزير التعليم العام ووكيله المعتصم عبد الرحيم بأنه برلمان حقيقي مؤهل لينوب المجتمع بالحديث عن العملية التربوية «لان المعلم السوداني انسان عنده قيمه فلا نحبطه بانعدام المال اللازم. الآراء أجمعت ان التدني الذي شمل التعليم والاخلاق والممارسة والفاقد التربوي المتصاعد وهجرة العقول التربوية ووضع الشخص المناسب في غير مكانه، والانجليزية المأساوية التي فشل طلاب السودان وتلاميذه في التعامل معها والتخاطب بها جميعها موضوعات تستحق ان يوكل أمر معالجتها للجان تخصصية تربوية ذات خبرات حتى تفتح المنافذ للتفكير في مؤتمرات قادمة تعالج الخلل بعد ان عرفت مواضع الألم، وكانت الجلسة التحاورية تبشر بأن وزارة التعليم العام جادة في اصلاح الخلل مهما يكلفها من جهد.. بعد ان سمعت آهات الحزانى على ما آل اليه حال التعليم بالوطن المنكوب، وننتظر ونشوف.