استعداداً للانتخابات المقررة فى اغسطس القادم ادخل الرئيس الرواندى بول كاغامى تغييرات على قيادة الجيش، فى محاولة لابعاد سيطرة المؤسسة العسكرية على النشاط السياسي بالبلاد، ويطمح كاغامى من هذه التغييرات تعزيز فرص فوزه بولاية رئاسية جديدة فى الانتخابات المقبلة، وكاغامي الذي يشغل مقعد الرئاسة منذ (61) عاماً ينظر اليه في افريقيا على انه من أكثر الزعماء دينامية، ولكن ثمة انتقادات صريحة لجهة اداءه المتسلط الى حد ما فضلاً عن مضايقاته للمعارضة قبيل الانتخابات، لكن حادثتين وقعتا أخيراً القت بظلال قاتمة على مستقبل الاصلاحات داخل المؤسسة العسكرية وربما على الانتخابات المقبلة، ومن ابرزها محاولة اغتيال الجنرال نيامواسا بجنوب افريقيا واعتقال الجنرال كازورا العائد من جنوب افريقيا وكلاهما كانا من المقربين لبول كاغامى، فالاول تعرض لاطلاق النار عليه في جنوب افريقيا السبت،فيما أكدت زوجته أنها محاولة للاغتيال تدعمها رواندا، وهو اتهام رفضته حكومة كيجالي بوصفه «منافياً للعقل». ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» عن روسيتي كايومبا قولها: «ان الجنرال فوستين كايومبا نيامواسا نقل إلى وحدة الرعاية المركزة باحد مستشفيات جوهانسبيرج بعد اصابته بالرصاص في بطنه». وقالت روسيتي انها كانت وزوجها واولادهم وسائق عائدين إلى المنزل من رحلة تسوق عندما اقترب مسلح من سيارتهم واطلق النار على زوجها. وأضافت ان زوجها والسائق خرجا من السيارة واشتبكا مع المسلح قبل فراره، معربة عن اعتقادها بأن الرئيس الرواندي بول كاجامي وراء هذا الهجوم. واستبعدت ان تكون تلك محاولة سطو أو سرقة سيارة لأن المسلح لم يستهدف الا زوجها ولم يحاول سرقة السيارة، ومن جانبها أكدت الحكومة الرواندية انها «لا تتبنى العنف»، و«تثق بالسلطات الجنوب افريقية» وقدرتها على التحقيق في الحادث. وقالت وزيرة الخارجية لويز موشيكيوابو في بيان لها: «علمنا بالنبأ عبر وسائل الاعلام، لا تأكيدات لدينا بالحادث»، مضيفة: «نتمنى لعائلته الصبر والسلوان». واضافت موشيكيوابو: «لا أنفي هذا فحسب وانما اعتقد انه مناف للعقل ان تدلي السيدة نيامواسا بمثل هذا التصريح». يذكر ان نيامواسا يعيش فى جوهانسبيرج منذ فراره اليها في فبراير الماضي بعد اتهامه للرئيس كاجامي بالفساد، الأمر الذي تنفيه الحكومة الرواندية. وكان الجنرال نيامواسا واحداً من المقربين من الرئيس كاجامي، حتى اختلفا. ومنذ وصوله الى جنوب افريقيا، ويتهم القائد السابق للجيش الرئيس بالفساد، وهي تهمة تنفيها السلطات الرواندية. ولعب الجنرال نيامواسا دوراً مهماً في الجبهة الوطنية الرواندية المتمردة بقيادة كاجامي،والتي وضعت حداً للقتل وأوصلته إلى السلطة. اما الحادث الثانى والذى لا يقل أهمية عن الاول وربما كانت له تداعيات سياسية على البلاد فهو اعتقال رئيس اتحاد كرة القدم في البلاد وهو ضابط بارز بالجيش لمحاولته حضور نهائيات كأس العالم بدون الحصول على تصريح من المؤسسة العسكرية. وكان الجنرال جان بوسكو كازورا وهو مستشار أمني سابق للرئيس الرواندي بول كاجامي سافر إلى جنوب افريقيا في وقت سابق لكنه استدعي وأُعتقل، وقال جيل روتارمارا المتحدث باسم الجيش: «توجه كازورا إلى جنوب أفريقيا بدون الحصول على التصريح الذي نسعى للحصول عليه في المعتاد كضباط بالجيش. تم اعتقاله لدى عودته لأنه عصيان للاوامر». مضيفاً: «تلقى دعوة رسمية لحضور البطولة لكن هذا ليس عذراً». ويرى محللون ان صراع الجنرالات فى كيغالى من شأنه ان يضيف توتراً على الاوضاع السياسية قبيل الانتخباات الرئاسية، فى اغسطس، وطلبت ثلاثة احزاب رواندية معارضة من الولاياتالمتحدة اعمال نفوذها للمساعدة في تهدئة التوتر الاجتماعي والسياسي الحالي في البلاد قبل الانتخابات الرئاسية وتقول جماعات حقوقية ان الحكومة والجبهة الوطنية الرواندية الحاكمة باتا لايطيقان الغضب والانتقادات السابقة على الاقتراع الذي يتوقع على نحو واسع ان يفوز به الرئيس بول كاجامي. وفي خطاب مفتوح بعثت به الاحزاب الثلاثة للسفير الامريكي في كيجالي ستيوارت سيمنجتون الاسبوع الماضي قالت الاحزاب «نعتقد وبقوة أن مركزكم القوى كسفير للولايات المتحدةالامريكية في رواندا يمكن ان يساعد في تهدئة التوتر مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.. واتساع هوة الازمة العسكرية».