كفى اللّه سكان (بونس ايرس) شر رؤية نجم الكرة مارادونا عارياً، فالآلة الالمانية التي قضت على التانجو في زحفها (الرباعي) نحو منصة التتويج وضعت حداً لجنون مارادونا وعصمت أعيننا من رؤية مشهد كان سيكون مقززاً للحد البعيد، فالنجم المجنون أقسم بأنه سيخلع ملابسه ويركض عارياً - كيوم ولدته أمه - في شوارع المدينة إذا فازت الأرجنتين ببطولة العالم.. ويا فرحة ما (تمتش) مثلما يقول الأشقاء المصريون.. والحمد لله انها ما تمت. الماكينة الألمانية فرملت جنون النجم العالمي الكبير وهي تصطاد التانجو بأربع طلقات قتلت طموحات مارادونا الشاذة في مهدها!! تألمت كثيراً لخروج البرازيل ولكن فرحت بذات القدر على مغادرة مارادونا، ولا أقول الأرجنتين لأنّ الانتصار على الرجل هزيمة للغرور والنوايا غير الحميدة والتعبير المجافي للاخلاق والمنطق!! ويبدو أننا مجبرون على استلاف تساؤل عادل إمام عن (حكاية القلع الفي المونديال دي)، خصوصاً وأن الفنانة لوسيانا سالازار إحدى صديقات أسطورة الأرجنتين ليونيل ميسي تعهدت هي الأخرى بالركض عارية على طريقة مارادونا إذا فازت الأرجنتين بالبطولة.. وقالت لوسيانا (تصريح مارادونا أثارني كثيراً وجعل لديّ رغبة مماثلة، سأركض عارية لو فزنا بالمونديال، سيكون شعوراً رائعاً)!! المصير الأسود الذي واجه الأرجنتينيين بعد الخروج المدوي لم يمنع مشجعة (أورغوانية) من إطلاق العنان لرغبتها في التعري الكامل والتجول في شوارع مونتيفيدو، ويبدو أننا سنكون أمام احتمالين اليوم، إما التاهب لرؤيتها بلا ملابس - لا قدّر الله - أو مغادرة بلادها لمولد المربع الذهبي بلا حمص، وتجدني ميّالاً للاحتمال الثاني حتى ينتهي المونديال بلا حالة تعرٍ.. وأسأل اللّه أن تلحق الأورغواي ب (الجماعة) حتى تستريح هذه المشجعة المراهقة، ويبقى الرهان على هولندا في وضع حد لجنون الصبية (الأورغوانية) حينما يلتقي الفريقان اليوم في مباراة سأنحاز فيها بالكامل لإخوان «روبن وإشنايدر».. لم أجد رابطاً عزيزي القارئ بين الإحساس بالفرح والتعبير عنه بالتعري، لكن في الذاكرة إن «جيانفيتو بلازماتي» لاعب فريق «كاتانيا» ارتكب سلوكاً غير رياضي، وكان يستحق بطاقة صفراء عندما خلع (سرواله) ليشتت إنتباه حارس مرمى في مباراة بدوري الدرجة الأولى الإيطالي، حيث فاز «كاتانيا» خارج أرضه على «تورينو» في هذا اللقاء بنتيجة 3 - 2، أي أنّ هذه الحركة التي قام بها «بلازماتي» حققت الفوز لفرقه!! ويذكر متابعو الدوري الإيطالي أن لاعب روما «ميركوفوزنيتش» كان قد خلع ملابسه حتى السروال بعد إحرازه هدفاً، وبرر لفعلته حينها بالقول إنه لعب مباراة سيئة وشعر بسعادة كبيرة حينما أحرز هدفاً.. وربما يجد جوزيف بلاتر نفسه بحاجة الى الاستعانة ب (شرطة النظام العام) أو تبني مبادرة لإدراج مواد في قانون (فيفا) تحرم استخدام العري في التعبير عن الفرحة بإحراز البطولات أو الأهداف.. وحتى ذلك الحين أرى أن مصير الأرجنتين وتحطم آمال مارادونا العارية سبباً كافياً للإقلاع عن العري في ميادين الرياضة لأنّ الرجل ومعه صديقة ميسي تسببا في خروج التانجو وهما يعلنان عن نزعات غريبة وطموحات شاذة.. كسرة على طريقة جبرا: تعظيم سلام، للدكتور كمال حنفي الذي يجاورني الآن على (ناصية تمليك) في هذه الصفحة، فما أن لامست أطرافه (الكيبورد) بعد وعكة طارئة ألزمته سرير المرض حتى أنثال دفقاً من عطر الكلمات ودفء المفردات مُعانقاً قُرّاء هذه الصحيفة الذين أدري كيف يحبونه، وأعلم كيف يبادلهم الدكتور الرقيق هذا الحب والوفاء.. حمداً للّه على سلامتك د. كمال.. نحن مُشتاقون لمدادك الأنيق.. وعوداً حميداً.. وشكراً على (الروشتة) الغالية التي حَرّرتها للقراء اليوم..