فازت الممثلة البريطانية الجليلة جليندا جاكسون عن حزب العمال في احدى دوائر لندن الشمالية، كان الفرق بينها وبين منافسها خمسة واربعين صوتاً فقط. والمعروف ان الدائرة بها عدد من السودانيين والباكستانيين والمغاربة. التصويت سري لكننا نستطيع ان نفترض واثقين أن أصوات المسلمين هي التي رجحت كفة جليندا جاكسون التي لم تكن من التيار المطيع لرئيس الحزب السابق توني بلير. يدفعنا ذلك الى التأمل في الدور الذي يمكن ان يتعاظم في تعزيز الصداقة بين الشعبين السوداني والبريطاني عبر مواقف ومبادرات الجالية السودانية البريطانية. ولنا في أثر الهنود واليهود أسوة حسنة. تصدر هذا الموضوع الأجندة في لندن عند زيارة د. كرار التهامي - الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج - (23 يونيو - 3 يوليو). وصل د. كرار التهامي العاصمة البريطانية بدعوة من الجمعية الطبية السودانية وشارك كمراقب في مؤتمرها العلمي الأول الذي انعقد بمباني الكلية الملكية للأطباء وافتتحه البروفيسور سير ايان جلمور. يرأس الجمعية الطبية السودانية د. فيصل محيميد ويتولى منصب نائب الرئيس د. ابراهيم فحل. حضر المؤتمر من السودان د. مامون حميدة ود. محمد الباقر ود. سلوى السنوسي ود. هالة ابوزيد والبروفيسور الطيب عبد الرحمن. كان موضوع المؤتمر الذي دارت حوله الابحاث هو: «التدريب الطبي في السودان» وقد اجيزت توصيات، كما وقعت الجمعية الطبية السودانية وثيقة تنسيق وتعاون مع جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج. نجح المؤتمر لأنه كان مهنياً وليس سياسياً، جمع بين الاطباء بمختلف مشاربهم السياسية حول موضوع يهم المهنة والسودان ككل. ولا ريب أن المناخ العام التالي للانتخابات بالسودان اسهم في التركيز على ما يجمع الناس لا ما يفرقهم. لذلك اكتسبت زيارة د. كرار التهامي بعداً تضاعف باللقاء (الذي شمل المطعم السوداني) مع مجلس الجاليات السودانية الذي يرأسه د. بابكر اسماعيل. يعمل المجلس على تغيير خريطة الساحة السودانية البريطانية بمتابعة شؤون وهموم ومشاكل السودانيين المقيمين كمواطنين بريطانيين من أصل سوداني، ثمة جيل ثانٍ وآخر ثالث من هؤلاء. بعث المجلس برقية تهنئة لرئيس الوزراء البريطاني المنتخب ووزارته وجاءه الرد في مناخ سياسي تدرك فيه الاحزاب أهمية اصوات الاقليات. عقد د. كرار التهامي لقاءً ايضاً مع المجلس القومي السوداني الذي يرأسة الشيخ الجليل ابراهيم الطيب الريح - يُسيّر المجلس بعد أيام قافلته الطبية التاسعة للسودان ويشترك بها أطباء بريطانيون وسودانيون. تمثل قوافل المجلس صفحات مضيئة في سجل العلاقات السودانية البريطانية. واذكر للشيخ ابراهيم الطيب انه كان يبعث لي باسم مجلسه دعوات عندما كنت نشطاً في المعارضة. وُقعت اتفاقية السلام الشامل واستتب السلام. عاد د. جون قرنق كنائب أول للرئيس وعاد الاستاذ فاروق ابوعيسى كعضو بالمجلس الوطني مع السيدة الرائدة العظيمة فاطمة أحمد إبراهيم. عدت أنا الى مكتبي الصغير بجامعة الخرطوم، حيث وجدت ان طلابي (الذين صاروا أساتذة) يحتفظون باللافتة التي تحمل اسمي على باب المكتب، عدت الى لندن مستشاراً اعلامياً فتحصل الشيخ ابراهيم الطيب الريح على عنواني الجديد وواصل ارسال الدعوات تماماً كما كان يفعل أيام نشاطي في المعارضة. يمثل هذا الشيخ ذروة التسامح السوداني والكرم الأصيل، فهو الذي ينفق على القوافل وعلى كل نشاط المجلس دون ان يتوقع مقابلاً، وقد احسنت جامعة الخرطوم حينما منحته الدكتوراة الفخرية عرفاناً. التقى د. كرار التهامي السفير السوداني عمر صديق ونظم له قنصل السودان عمر حامد ندوة مفتوحة بالقاعة الكبرى بالسفارة تدافع لحضورها أفراد الجالية السودانية وشهدت حواراً ومطالب وأسئلة حول الأراضي والتعليم وبيت السودان والجوازات. شرح العقيد محمود سليمان بعض المسائل المتصلة بالتأشيرات ولوحظ وجود عدد كبير من الأمهات. اجرت وسائل الاعلام لقاءات مع د. كرار التهامي: ال(بي بي سي تلفزيون وإذاعة) وقناة (الحوار) التلفزيونية. ونظم قسم العلاقات العامة بالسفارة مع الأستاذ حسين كانوري تسجيلاً للزيارة التي تمثل نقطة انطلاق حقيقية لمزيد من العلاقات السودانية البريطانية التي لا تتأثر بتقلبات العلاقات الحكومية الرسمية. مواقف: يزور السودان في الأسبوع المقبل البروفيسور مايكل كراوفورد - مدير معهد كيمياء المخ بجامعة لندن ميتروبوليتان بصحبة الباحث د. أحمد عبد الملك الدعاك متابعة لابحاث تتصل بتأثير الغذاء على الدماغ.