أصبحت الدعوة إلى التغيير رغبة أو ظاهرة عالمية متنامية بصورة ملحوظة في كافة المجالات لتنطلق دعوة التغيير من داخل الشخص «نفسه» في محاولة لتغييرها إلى الأحسن أو غير ذلك، ويعضد هذا القول ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: «لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم»، ولعل في هذا تأهيلاً لهذه الرغبة التغييرية في النفس البشرية، وتلاحظ في عالم اليوم ان كل «دعاة التغيير» يجدون أذناً صاغية بأن يلتف حولهم من يتوقون إلى هذا التغيير، وليس ما حدث في الانتخابات الامريكية الأخيرة ببعيد حيث قادت دعوة التغيير «باراك أوباما» إلى الفوز برئاسة امريكا دون النظر إلى أصوله الافريقية أو أسرته ا لمسلمة، ولكن ما أطلقه من دعوة للتغيير جعلته يستقطب الشعب الامريكي حوله. ويبدو أن رغبة التغيير هذه لا تتجسد في الشعب الامريكي فحسب بل في كل الشعوب بمختلف الدول وحتى داخل الأسرة الصغيرة وبين أفرادها وخاصة الاطفال منهم، وبين قطاعات المجتمع وخاصة الطلاب منهم والذين في اعتقادي هم أشد حاجة لهذا التغيير لامتصاص عنت ومشقة التحصيل الاكاديمي والعلمي ومواجهة ضغوط الحياة وخلق التعايش مع البيئة الدراسية، وفي هذا السياق نظم الصندوق القومي لرعاية الطلاب امانة ولاية الخرطوم الاربعاء الماضي «يوم التغيير» أو ما أسماه يوماً أسرياً بمدينة بشائر السلام الجامعية للبنات، جمع فيها أسر الطالبات بولاية الخرطوم مع بناتهم للوقوف على مستوى الخدمات والوضع المعيشي بالمدينة الجامعية أو «السكن» وللترفيه عن هؤلاء الطالبات من خلال حفل نظمه بمسرح المدينة الجامعية قدمت خلاله العديد من ابداعات «الطالبات» في الشعر والغناء والمديح كما أزدان «حفل التغيير» بحضور الفنان الكبير عصام محمد نور الذي أحدث تغييراً وسط الطالبات وأسرهم والحضور بما تغنى به من أغاني للفنان إبراهيم الكاشف «الشوق والريد» كما تغنى برائعته التي طالبه بها جمهور الطالبات «ياروعة» لينداح الفرح وسط الحضور والذي كنت من بينهم وقلت في نفسي أنها «دعوة للتغيير» عبر حفلة بداخلية طالبات وعندما ذكرت هذه العبارة التغيير في حفلة بداخلية طالبات للاستاذ محمد أحمد علي أحمد مدير شؤون الولايات بالصندوق القومي لرعاية الطلاب قال: أنها دعوة للتغيير فعلاً، ولكنها ليست حفلة فقط، واتفقنا سوياً ان التغيير يتجسد من ذلك هذا الاحتفال في جمع الطالبات بأسرهن في داخل مجمعاتهم السكنية والتي بدأت بمجمع بشائر السلام الجامعية، وتعهد محمد أحمد بأن تنتقل إلى بقية المجمعات السكنية بولايات السودان المختلفة.. نأمل ان ينتقل التغيير الذي بدأ ينداح وسط الطالبات إلى مجمعات الطلاب السكنية لتعود ظاهرة التغيير في عالم اليوم على وطننا السودان بالخير وان تفشل الرغبات الدولية في فرض انفصال بين الشمال والجنوب ويصبح السودان وطناً موحداً يسع الجميع.