المجمعات السكنية للطلاب هي أحياء شاملة - أن صح التعبير لكل السحنات السودانية المتنوعة خاصة وأن الطلاب يمثلون كافة الشرائح والتخصصات العلمية ويجتمعون على ذات الظروف المالية الامر الذي يجعل بعضهم يتجه الى سوق العمل لتسيير اموره ويضطر البعض للعمل للايفاء بمتطلباته.. الحياة داخل مجمعات الطلاب ذاخرة بالتقاليد الجميلة والمفارقات المدهشة بل تكشف معدن بعض الطلاب واصالتهم ولكن البعض يضطر أن يعلق احلامه على سقف الظروف. (آخر لحظة) تجولت في المجمعات السكنية للطلاب لتخرج بعدها بما يلي: يناشد الطلاب الصندوق القومي لرعاية الطلاب بانشاء مكتبات داخل المجمعات السكنية مما يساعد على التحصيل الاكاديمي والاثراء الثقافي وأيضاً بفرض أسعار مناسبة لأصحاب الكافتريات حتى يستطيع كل طالب أن يوفق مصروفه سواء كان محدوداً أو غيره وقالوا إن الصندوق سهل لهم صرف الكفالة عن طريق الصراف الآلي، وقالوا إن الحياة داخل الداخلية حقيقة هي مدرسة في حد ذاتها فليس نيل العلوم من الجامعة وحدها فمجالسة الأصحاب والمناقشات وتبادل الآراء بعيداً عن المشاحنات هذا بدوره اثراء ثقافي وفيض لا ينقطع بالأخذ والعطاء، فقد يجد الطالب بعض المعاناة ولكنه يجني الثمار في المستقبل فهي تختلف عن السكن الاسري الذي لا تتوفر فيه تلك المزايا، قال أحد الطلاب بأسى إننا في الآونة الأخيرة بدأنا نتخوف ونتخذ الحيطة والحذر لظاهرة السرقة التي توجد في كل مجتمع حتى إنها بدأت تظهر في أوساط الطلاب في المجمعات ولا يعني هذا الكل بل فقط ضعاف النفوس الذين تسول لهم أنفسهم هذا العمل غير الأخلاقي. وفي تجوالنا وجدنا صاحب إحدى الكافتريات حيث قال إن تعاملهم مع الطلاب على حسب الشخص نفسه مع مراعاة الاحوال المادية وأنهم لا يردون أحداً إلا أن يرد نفسه بسوء تعامله معهم وقال إن الطلاب يختلفون كما تختلف أصابع اليد. تتعدد أنماط الحياة على مستوى السكن الجامعي على حسب الطبقات المجتمعية فمنهم الميسور ومنهم المعسر الذي يعاني قلة المصروفات الجامعية فيلجأ الى العمل حسب جدولة المحاضرات فالداخلية مجتمع يتطلب وجود المال لسد منصرفات الحياة فنجد التآلف والتكاتف بين الطلاب في كيفية الحصول على الوجبات بدفع (الشيرنك) المناسب فمن لم يستطع يدفع له زملاؤه فرب يوم يأتي تمر عليهم حالة صاحبهم وهو يكون عكسهم فيقوم بواجبه وهكذا يتحدون العقبات الماثلة أمامهم فأصبح الواحد منهم لا يهتم كثيرا لوجباته بل همه كيفية الحصول على الرسوم الدراسية كي لا يكون عبئاً على أهله، فحياة الطلاب مليئة بالمعاناة داخل المجمعات السكنية ولكنهم تحدوها بالنسيان، فنجد أن الصندوق القومي يساعدهم في تهيئة العامل النفسي باقامة الاسابيع الثقافية على مستوى المجمعات واشراك الطلاب ومعرفة مهاراتهم وقدراتهم، وكذلك ممارسة الرياضة فهذه هي مرحلة خارطة طريق لحياة قادمة وممهدة.