بفنايل (تيشيرتات) مكتوب عليها - الحضن العفوي - المجانيس (Free Hugs) يرتديها شباب وشابات فيينا العاصمة الأنيقة يتم إستقبالك بكل حب واريحية اذا كنت من ضمن المشاركين في فعاليات المؤتمر الذين زاد عددهم عن «19» الف مشارك من أكثر من «190» دولة جاءوا جميعهم من مختلف التخصصات للمشاركة في فعاليات المؤتمر العالمي الثامن عشر حول الأيدز وقضاياه التي إحتضنها مجمع فندق ميسي براتر بكل هدؤ! ولم يقف ترحيب النمساويين عند هذا الحد اذ ان الرئيس النمساوي اعلن في اليوم الثاني ان المواصلات الداخلية (البص والمترو وما ادراك ما المترو!) مجان لكل المشاركين في المؤتمر لمدة ستة ايام. وفي لمسة ثقافية اخرى وفي الجلسة الإفتتاحية التي خاطبها السيد الامين العام للامم المتحدة عبر الفيديو التي احتشدت بنجوم دوليين بارزين من السياسيين والمبدعين و العلماء مثل بيل كلنتون وبيل غيتس، تم عزف مقطوعتين موسيقيتين احداهن كانت : ليالي الأنس في فيينا التي غنتها المطربة المصرية أسمهان في منتصف القرن الماضي فتفاعل الجميع مع الفرقة الموسيقية النمساوية. هدف المؤتمر الى نشر وتبادل المعرفة والإقتراحات في مجال مكافحة مرض العصر فتنوعت الأوراق والاطروحات التي فاقت المائتي ورقة. ستة أيام كانت مليئة وحافلة بكل ما هو مثير ومدهش. المؤتمر عكس إكتشافات جديدة في مجال التعامل مع فيروس ومرض الأيدز كان أبرزها: الأمل الموجود بتطوير لقاح ضد فيروس الأيدز والتجارب التي اجريت على الحيوان اثبتت للمرة الثانية ان اللقاح يفرز مضادات تعمل على تحييد فيروس الأيدز (هذه الابحاث لا تزال في طورها الاول).الإكتشاف المهم في تطوير مادة الجل كوسيلة من وسائل الوقاية الحيوية التي تتلخص في إستخدام هذه المادة (الجل) قبل وبعد ممارسة الجنس.. والتي لغاية الآن اثبتت فعالية بدرجة تبعث على الأمل في تجربة وسط «980» امرأة. الجدير بالذكر ان ختان الذكور تم تقديمه كواحدة من إستراتيجيات المكافحة بعد ان ثبت في عدة دراسات ان نسبة انتشار فيروس الايدز تقل عند الذكور المختونين مما حدا بأغنى اغنياء العالم السيد بيل غيتس لتخصيص جزء من ميزانيات دعمه لمكافحة الأيدز لبرامج ختان الذكور في أفريقيا!. تكثيف برامج الوقاية بأقسامها الثلاثة السلوكية والحيوية والتنسيقية القائمة على المناصرة وحشد التأييد لضمان فعالية أكثر وتغطية اوسع.تم تمثيل السودان رسميا عبر مديرالبرنامج القومي لمكافحة الأيدز د.إيهاب علي حسن ود. علىاء بلال ومما اثلج صدورنا ان هنالك سودانيين جاءوا من بلدان أخرى وهم حقيقة وجه مشرق للسودان مثل د. سيد قطب مصطفى من السعودية، د.فتح الرحمن علوبة من ليفربول المملكة المتحدة وبروفسور طه طه من جامعة جون هوبكنز الولاياتالمتحدة. في اليوم الختامي تشرفنا بتلبية دعوة كريمة من سعادة السيد محمود حسن الأمين سفير السودان بالنمسا لتناول وجبة العشاء بمنزله وكان جوا سودانيا خالصا نسينا فيه اننا في فيينا وسط حفاوة وكرم السيد السفير وحرمه المصون وبقية طاقم السفارة. ومن الأشياء السودانية ايضا عثورنا على مطعم سوداني في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة فيينا يحمل اسم الساقية باللغة الإنجليزية على الرغم من ان اللغة الألمانية هي المسيطره هناك- والذي إستمتعنا فيه بتناول الاطباق السودانية بايدي نمساوية! ايضا دار حديث في تلك الجلسة عن ذكريات الشاعر صلاح أحمد ابراهيم وفتاته مريا التي نظم فيها قصيدته الأشهر التي يغنيها الفنان حمد الريح اذ ان الربوة والمناظر التي ذكرها الشاعر لم تكن بعيدة من المنطقة التي كنا فيها. انها دعوه للجميع: وفروا الحقوق الآن، الحقوق لكل المتعايشين مع فيروس ومرض الأيدز.