في يوليو من العام المقبل سينتهي العمل بإتفاقية نيفاشا التي حققت السلام في السودان لخمس سنوات وأقرت تحولات كبيرة في البلاد. نهاية نيفاشا ستكون على واحد من وجهين، إمّا تحقق وحدة السودان واستمرار البلاد دولة واحدة أو قيام دولتين. إذا تحققت وحدة السودان، فإن أمام الحكومة الجديدة القادمة إلتزامات قانونية وسياسية وأخلاقية أمام الجنوب قانونيا سياسيا فإن مكاسب الجنوب من إتفاقية السلام من شأنها أن تستمر وتقرر بشكل أفضل يعجل بالإدماج الاجتماعي والسير في طرق توحد أكبر بين مكونات الوطن في الجنوب والشمال. أماً أخلاقياً فإن تصويت أبناء الجنوب لأجل الوحدة يحتاج لكثير من العرفان والوفاء ببذل خاص للجنوب على كل الصعد. أما إذا انتهت الإتفاقية بالإنفصال وتقرر في التاسع من يناير فإن الأشهر الستة المتبقية ستخصص لفصل الدولة إلى دولتين. في حال الإنفصال وبعد يوليو من العام المقبل، فإن الكثير من الحسم مطلوب وعلى رأسه الحسم السياسي والاقتصادي لن تحكمنا نيفاشا إذا انفصل الجنوب. الحسم السياسي لمعالجة الآثار الضارة بالشمال من نيفاشا وأولها النظر في بقايا الذين سيخلفون من الجنوب وهم من يسمون قطاع الشمال. لقد بذل السودان والشمال الكثير من أجل وحدة السودان، وإذا خاب هذا المسعى فالواجب أن نعالج مخلفاته بالسرعة والحسم ومن أراد هطرقات السودان الجديد ودعاوى الهامش فليذهب مع الذين أقاموا هذا الوهم في السودان إذا اراد. والحسم الضروري للأصوات التي تريد أن تبقي السودان بعد الإنفصال في براثن الحركة الشعبية، وبعضا من أهل الجنوب ومن أولها وهم المشورة الشعبية، إذ ستكون هنالك دولة جديدة لا يمكن أن يكسب فيها وتحقق إمتيازات أرادت بها الحركة الشعبية أن تعتذر لأهل المنطقتين وتريدنا أن نظل أسرى مواقفها. لا معنى لتميز في وطن واحد التميز الوحيد أن نعمل لسماع صوت أهلنا في هذه المناطق وفي غيرها مستفيدين من تجربة الإنفصال ونؤسس لمناهج حكم واقتصاد وعلاقات اجتماعية تزيد من لحمة السودانيين في كل السودان في النيل الأزرق وجنوب كردفان وفي مناطق البجا وحلفا الجديدة والقديمة. علينا أن نطهر الشمال من إفرازات الاستقطاب والمواقف المتشددة والمتعنتة من قيادات الحركة الشعبية من باقان وعرمان ومن لَفّ لفهما ستظل الشريعة في السودان الشمالي، ومن أراد العلمانية فله أن ينال جنسية دولة الجنوب. لقد أثبتت الولاياتالمتحدة وكثير من دول الغرب أنها لم تعد تملك طريقاً لعقوبات ضد الحكومة السودانية ولم نَرَ منها حوافز وما إلتزمت به تملصت منه. نعمل للوحدة دون خوف عقوبات ونسعى لها دون طمع حوافز وجزر هذا علف الحيوان علينا أن نتخفف من العلاقات المرهقة التي دفعنا ثمنها وصبرنا عليها لأجل أن نصل لإتفاق السلام.