تحولت فكرة إجراء مسح البيانات الأساسية للأسر بالسودان الى واقع بعد مبادرة البنك الأفريقي للتنمية باعتباره شريكاً رئيسياً في العملية التنموية بالبلاد، وذلك بتقديم منحة قدرها (15.8) مليون دولار للحكومة بواقع (33%) لحكومة الوحدة الوطنية، و(66%) لحكومة الجنوب عبر مشروع بناء القدرات في مجال خفض الفقر والحكم الرشيد، وذلك بغرض بناء القدرات البشرية والمؤسسية للعاملين في مجال سياسات خفض الفقر بجانب الجهود في الاصلاح الاقتصادي وتوفير البيانات الاساسية للأسر للعام 2009م، حيث بلغ المبلغ المخصص للمسح في الشمال (1.4) مليون دولار، بجانب الدعم الفني المقدم من حكومة النرويج. وفي ذات السياق أوضح ياسين الحاج عابدين - مدير جهاز الاحصاء القومي في مؤتمر صحفي أمس الأول بفندق قراند هوليدي ان الهدف الرئيسي للمسح هو جمع بيانات عن الصرف الاستهلاكي للأسر، بجانب تحديث البيانات الديمقراطية والاجتماعية والاقتصادية، وان المسح غطى الولايات الشمالية ال (15) بحجم عينة (528) أسرة بكل ولاية شمالية تم تقسيمها بالنسبة والتناسب لحجم السكان، وقال عابدين يعتبر هذا المسح الثاني بعد المسح الصحي القومي بعد اتفاقية العام 2005م، موضحاً ان آخر مسح تم في العام 1979م، من هذا النوع، واضاف: غطى المسح بجنوب السودان ولايات الجنوب العشر، جاءت نتائج خط الفقر فيه (50.6%) بالجنوب. بينما بلغ خط الفقر في الشمال بنسبة (46.5%)، اذ بلغ وسط الحضر (26.5%) والريف (57.6%)، في حين بلغت أعلى نسبة لاستهلاك الغذاء بالشمال (62%) من مجموع الاستهلاك، وتم حساب خط الفقر في شمال السودان بحوالي (3.8) جنيهات للفرد في اليوم، وبحوالي (114) جنيهاً للفرد في الشهر، وبلغت فجوة الفقر (16.2%)، وهي تمثل القيمة النقدية الاجمالية اللازمة لرفع دخول الفقراء الى مستوى خط الفقر، وأشار عابدين الى تباين في مستوى الفقر بين الولايات إذ يتراوح بين (26%) في الخرطوم إلى (69.4%) في ولاية شمال دارفور، وأضاف: بلغت نسبة شدة الفقر (7.8%)، وهي تعني مدى التفاوت في دخول الفقراء وعلى ذلك اظهر المسح ان ولاية الخرطوم أعلى مستوى للاستهلاك وشمال دارفور ادنى مستوى له، وان متوسط الاستهلاك الشهري في شمال السودان في العام 2009م، يساوى (148) جنيهاً وفي الحضر (197) جنيهاً وفي الريف (122) جنيهاً، وأوضح عابدين ان استمارة المسح اشتملت على (12) قسماً للبيانات الديمقرافية والاجتماعية والاقتصادية كالبيانات التعريفية وهجرة الأسر والخصائص الديمقرافية لافرادها وحالتها الاجتماعية وغيرها وتم جمع البيانات في شمال السودان خلال شهري مايو ويونيو 2009م، وقام بتحليلها واستخلاصها وكتابة نتائجها خبير دولي مختص. من جانبه أكد خامارجاتا الممثل المقيم للبنك الأفريقي للتنمية بالخرطوم استعداد البنك لقيام شركات اخرى في مجال بناء القدرات والمسح الاساسي، وتابع: البنك عمل على ان يكون شريكاً من اجل تقديم المساعدات لتطوير الاقتصاد بالسودان في القطاعين الخاص والعام من اجل تقديم خدمات افضل، حيث يضع نظرة تفاؤلية لبناء القدرات وسارع الى تقديم مبلغ (15.8) مليون دولار للبند الخاص لبناء القدرات والمساهمة في تطوير محاربة حدة الفقر. من جانبه أكد ممثل وكيل وزارة المالية ان الدعم المقدم من الدولة يستفيد منه الغني أكثر من الفقير، ودعا لدعم الفقراء لا دعم السلع، وقال: هذا برنامج تعمل وزارة المالية للنهوض به، وزاد: نطمع ونطمع لتحقيق احصاءات تعتمد على معايير مختلفة أهمها هو دخل الفرد لأنه يساعد في الدعم المباشر، واعتبر ان هذا المسح يمثل نقطة البداية لمسوحات اخرى يتم تنفيذها بالموارد الذاتية ومساعدة ومساهمة الشركاء من أجل توفير قاعدة بيانات واحصاءات صحيحة وشاملة يعتمد عليها، بأن تكون مستندة على بيانات ميدانية.