أهم ما يميز فن ابراهيم عوض الغنائي، هو تلك الخصوصية التي تتميز بها طبقات صوته، إذ أنها ذات رنين شديد التنوع، تستطيع ان ترتفع لتغني في مستوى الطبقة العالية، كما انها تهبط في يسر الى أدنى الطبقات. فالصوت هنا يصرخ بشكل حاد، وفي سرعة بالغة يتحول الى همهمات عريضة ذات ايقاع عميق أجش، كما تميزه صهلة مفاجئة. أختصاراً لهذا الوصف الأدبي، يمكن القول إن موهبة إبراهيم عوض الصوتية تتوج بتكنيك خاص في الاداء الصوتي، مما يجعل إبراهيم الفنان مختلفاً عن كثير من الفنانين الذين سبقوه أو الذين عاصروه. إلاّ أنه في نفس الوقت يتخذ وضعاً في التمايز والتميز كذاك الذي اخذه تكنيك ابو داؤود في الغناء وتكنيك زنقار والكابلي وفاطمة الحاج ومحمود عبد العزيز الآن.. فهؤلاء لا يمكن ان يغني لهم المطربون الآخرون. إلاَّ أن هذه المكانة الخاصة لإبراهيم عوض والتي تكونت بسبب جاذبيته الفنية كانت قد اغرت الكثيرين بترديد اغنياته.. أثناء حياته.. وأثناء رحيله. ومن أهم الأصوات التي رددت اغنياته المطربة الجميلة الصوت نانسي عجاج.. وهي صوت عذب الحضور.. شديد الشفافية.. صوت نقي كما الكرستال.. وهي ذات جاذبية أمام كاميرات التصوير لا تقاوم.. وهي تغني لإبراهيم (يا زمن).. ولكن على طريقتها الخاصة. ولكن الاغنية رغم قدرات نانسي الفنية تفشل في الوصول للمتلقي بذات التوهج.. ذاك الحضور الجمالي والابداعي الخاص الذي يضفيه تكنيك إبراهيم الخاص هذا على الأغنية. كان إبراهيم عوض يعرف هذه الخاصية المميزة لأدائه.. ولهذا فهو لم يغن أغاني الحقيبة ما عدا أغنية واحدة (الطابق البوخية).. ولم يغن لمطرب آخر مطلقاً. وقد شاركه الفنان الكبير وردي في ترديد بعض الأغاني الخاصة لإبراهيم وكان الفنان الكبير وردي يعرف انهما طريقان في الغناء متمايزان. ربما لهذا السبب لم تنجح نانسي عجاج في غناء أغنية (يا زمن)، وهذا لا يعيب الفنانة الجميلة بشيء.. لأن تكنيك غناء إبراهيم عوض شديد الطغيان بدليل ان ابراهيم هو من أعطى أغنيات عبد الرحمن الريح حداثتها وابعدها عن الحقيبة.