(يمكن للشيخ أن يحصل على مقابل مادي معقول يكفي لإعاشته، إذا كان متفرغاً للعمل في مجال الفتاوي، إلا أن تقديم الفتوى واجب حتى بدون مقابل، ولا يجب أن يتحول الأمر إلى تجارة، كما هو الحال في الفضائيات..!). هكذا تحدث أحد علماء الأزهر وهو يتحدث في شأن الفتاوي التي أضحت الفضائيات تتخذها اليوم تجارة..! لقد أصبحت الفتاوى عملاً تجارياً من نوع جديد، وتدل سهولة الأسئلة في الفتاوى على أن الهدف ليس البحث عن المعرفة عن حلول، بل لاستدراج أكبر عدد ممكن من الاتصالات الهاتفية وبالتالي الربح، ومن الاعلانات التي حققت جماهيرية مؤخراً حملة بطلها أحد شيوخ الفتاوى..!! نعم، لا تستغربوا، فها هو أحد أصحاب القنوات الغنائية يخصص قناة للدين والفتاوى، ليستفيد من الأرباح الهائلة لظاهرة (الفتوى كول)، أو الحصول على الفتاوى عبر التلفون على مدار الساعة، وفي آخر احصائية تجاوز حجم الاعلان الهاتفي الذي يتخلل الفتاوى في القنوات ما لا يقل عن (2) مليار جنيه، وإلى جانب الفتاوي يمكنك الاتصال للتفسير عن الأحلام عبر الاتصال بالشيخ فلان على مدار الساعة، ويمكنك الحصول على عروس (اسلامية) عبر الاتصال وترك المواصفات (الشرعية) المطلوبة، ولحل مشاكلك النفسية والروحية تحدث إلى الأستاذ (علان) أو اترك رسالة وسيعاود (الشيخ) الاتصال بك..! أحد رجال الدين الذين التقيت بهم قبل فترة ودار الحديث حول كثرة القنوات الدينية وتعدد مصادر الفتوى قال لي: إن حل أزمة فوضى الفتاوى لا تكون بانشاء قناة فضائية خاصة بها وانما بأن تكون هناك قناة ثقافة شرعية لدى الناس.. هذا القول يراه البعض لا يحل الاشكال، لذا ينادون بانشاء قناة فضائية مؤهلة علمياً للحد من (فتاوي الرصيف)، و(الفتوى للجميع)، لأن ما يحدث الآن ينظر اليه بعض الأئمة والدعاة على أنه مختلف تماماً وخارج عن أصل الفتوى..!! سادتي.. المال أصبح الشغل الشاغل لكثير من القنوات الفضائية، وبعضها الآخر له (غرض في نفسه) ومن خلال البرامج يسوق البعض بضاعته إما أملاً في الربح، أو رغبة في نشر دعوة يعتنقها، أو فكراً يعتقده، وبين هذا وذاك، يظل المشاهد هو المستهدف الأول الذي يلهث الجميع خلفه، وهو -المشاهد- الذي أصابه التخبط من كثرة المعروض أمامه، ولا يدري أيها يصدق، أو أيتها يتبع..!! ونسأل أصحاب القنوات الدينية أن (يتقوا الله في برامجهم)..!!