في زمن العمل الواحد الذي يصنع النجومية، استطاع الفنان أحمد عيد أن يحقق نجوميته بكل روية وإتئاد، فقدم أكثر من ثمانية أفلام بطولة مشتركة، وبعدها ثلاثة أفلام بطولة مطلقة.. لكنه ومنذ أكثر من العامين لم يقدم جديداً.. عيد ساخط على المشهد السينمائي إلى حد كبير، ولديه أفكاره ورؤاه عما يجب تقديمه، كذلك له اراؤه الخاصة تجاه القنوات الفضائية، والتي يراها لا تخدم الفن بمقدار ما تستفيد منه.. حديث الفنان أحمد عيد اتسم بكثير من الجرأة لكنها لم تخرج عن رزانته كفنان له دوره المنوط به تجاه جمهوره.. مع احمد عيد دعونا نطرح تساؤلاتنا حول السينما، وقضاياها وهمومها التي تلامس هموم مجتمعها.. --------------------------------- = بعد ظهور لافت في عدد من الأفلام السينمائية، اختفى أحمد عيد.. ترى ما الأسباب..؟ - مشكلتي أني لا أرى أن هناك أفكاراً جديدة يمكنني تقديمها، فأصبح الآن تكرار للأفلام، والمواقف، بل حتى طريقة المعالجة..؟ = لكن الفترة الأخيرة شهدت انتعاشاً لسوق السينما.. مما يعني بالتأكيد تطور هذا الفن..؟ ان كنت تريد أعمالاً من أجل الظهور فقط، فهذا متاح بل ومتوفر بكثرة، لكن أين العمل الهادف من بين كل هذا الكم الهائل!! = هل تعني أن ما يقدم الآن هو محض تكرار غير مجد..؟ - معظم ما يقدم من أعمال اجتماعية لقضايا طرحت أكثر من مرة، بل حتى زوايا النظر لهذه القضايا أضحى رتيباً.. = وموجة الأفلام الكوميدية..؟ - ان كنا نريد أن نقدم أفلاماً من أجل الاضحاك فقط، فهذا ممكن، لكن أين هي المعالجة التي أحملها في فيلمي الذي أريد تقديمه..؟ هذا سؤال كبير أضعه أمامي وأنا أحاول أن أقدم لجمهوري عملاً جيداً يخدمه، ويشرح معاناته، ويحكي عن احلامه وتطلعاته.. = لكن ألا ترى أن وطننا العربي مليء بكثير من الاشكالات التي تحتاج الى معالجات..؟ - نعم.. لكن أنا ممثل.. أين هو الكاتب الذي يقوم بصياغة هذه الاشكالات ويقدمها في قالب درامي هادف؟ بل أين المنتج الذي يتحمس لتقديم الجديد، بعيداً عن صرعات السوق، والأعمال السهلة غير المكلفة؟! = ذلك يعني أن عيد الآن في زمن هو غير راض عنه..؟ - الآن يوجد الكثير من التخبط، ليس في السينما فحسب، بل على كافة الصُعُد، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لذا وبدون أن أبدو متشائماً، فاني آس على هذا الشتات، وربما الضياع الذي نعاني منه الآن. = الى هذه الدرجة..؟ - نعم.. وأكثر من ذلك، فهذا الركود السياسي أفرز اضمحلالاً ثقافياً، وكذلك عدم توازن اجتماعي، فكل هذا أدى لكثير من التخلخل واللا توازن الذي نراه على مختلف الصُعُد. = وما دور الفن من أجل تقديم واقع أفضل..؟ (عمر الفن مش حا يغير)، لكنه يصبح انعكاساً للواقع المعاش، ربما يعطي مؤشرات وتنبيهات وتنويهات حول الخطأ الموجود، لكنه لن يستطيع وحده أن يحدث التغيير في كل ذلك.. = والى متى ستظل متوقفاً عن تقديم الجديد؟.. وهل أنت راض عما قدمته من قبل..؟ أحاول الآن أن ابحث عن أعمال جديرة بتقديمها، وما قدمته من قبل أرى أن به مستوى جيداً، لكن ليس كل ما قدمته جيداً.. = حسناً.. أعطنا نماذج لما تراه جيداً فيما قدمته، ولما هو دون ذلك..؟ مثلاً (فيلم ثقافي) و(ليلة سقوط بغداد) و(أنا مش معاهم) وغيرها، وهناك أفلام لم تكن على المستوى، واعفني من ذكر الأسماء. = أحمد عيد من جيل يعده النقاد محظوظاً.. اذ وصلتم الى النجومية بسرعة كبيرة، واستفدتم من احجام الممثلين الكبار، وأصبحتم نجوماً..؟ هذه سنة الحياة، تتابع الأجيال وانتقال النجومية من جيل لآخر، وحظنا نراه في أننا جئنا واستطعنا تقديم أنفسنا بشكل جيد، وسوء الحظ كان يمكن أن يلازمنا لو لم نستطع أن نقدم شيئاً ونحن موجودون على الساحة. = ثورة القنوات الفضائية.. يراها الكثيرون أنها أسهمت في هذا التواجد الكثيف لجيلكم..؟ - لا أبداً.. (ما اضافتش حاجه).. و -مقاطعة- = كيف ذلك، وهي أصبحت تعرض الأفلام بعد انتاجها بوقت قصير ويراها كل العالم..؟ نعم نقلت الأفلام وعرضتها، لكن أقصد أنها لم تضف شيئاً للسينما بحيث يكون هناك تقديم لأفلام بشكل مختلف، فهي للعرض والاستهلاك ليس الا دونما مساهمة منها في تطوير العمل المنتج. = عرض هذه الأفلام والمبالغ التي تدفعها من أجلها القنوات، ألا تراه يسهم في دفع السينما..؟ - لم أقصد ذلك بالضبط، لكن لا توجد قناة اهتمت بعمل مهرجان سينمائي، أو تراها تنتج أفلاماً سينمائية، فهي استفادت من العرض فقط، وهو بالطبع يدر عليها دخلاً باهظاً. = حسناً لنبتعد عن السينما ، ونتجه الى التلفزيون.. لماذا أنت محجم عن تقديم الدراما التلفزيونية..؟ - ليس احجاماً بالمعنى الدقيق، لكن يمكن أن تسميه ابتعاداً مؤقتاً لحين العثور على النصوص التي تلائمني كممثل لدي أفكاري ومشروعاتي التي أسعى لتقديمها للجمهور.