الشاعران الستينيان.. صلاح أحمد إبراهيم ومصطفى سند كانا صديقين حميمين جداً، كتب صلاح مقدمة ديوان (البحر القديم) وهو الديوان الأول لسند. وقال صلاح في المقدمة ان هذا شعر جميل، له موسيقى قوية ذات طبول داوية ومن ثم أصبحت هذه المقدمة هي البوصلة التي يقرأ بها الديوان، من مختلف التيارات الفكرية والجمالية، حينما صدر الديوان في مطلع الستينيات. ولعل مصطفى سند كان يسبح مع تيار الغابة والصحراء وتربطه علاقات حميمة مع شعراء الغابة والصحراء، محمد عبد الحي والنور عثمان ومحمد المكي إبراهيم ويوسف عايدابي، حيث كانت الغابة والصحراء تؤسس لشعر عربي محدث يستفيد من أفريقية السودان الحديث وارتباطاته الثقافية الافريقية. وفيما بعد شق سند لنفسه طريقاً مغايراً مما جعله يترك هذا المسار الشعري متخذاً موقفاً جديداً يظهر ذلك في المقالة التي كتبها سند في صحيفة (الصحافة) في السبعينيات تندد بالحداثة الشعرية التي أخذت تلون الشعر السوداني في تلك الفترات الأدبية.