الاستاذ حيدر الصادق رئيس هيئة التدريب المركزية بالاتحاد السوداني للملاكمة جلسنا اليه في مكتبة بمقر الاتحادات بمجمع اللواء طلعت فريد بالخرطوم «2» وقبل ان يجيب على تساؤلات الملف قدم لنا سرداً تاريخياً موجزاً عن نشأة وانطلاقة المنشط في السودان. وابتدر حديثه قائلاً أن البداية كانت بمدينة أمدرمان ونال قصب السبق نادي المريخ ثم الهلال ومن ثم توالت الأندية تباعاً مثل الخريجين وتطورت اللعبة وأخذت في الإنتشار عبر الولايات وأول من أسهم في إنتشار اللعبة وسط اخوتنا الجنوبيين المرحوم حسن أبوالعائلة الذي كان وقتها سكرتيراً لنادي المريخ و ضابطاً بقوات الشعب المسلحة، حدث ذلك عندما تابع تدريبات الملاكمة في حلبة النادي، وكان من بين اللاعبين علي مرجان وهو من أبناء الجنوب، و بعد السؤال عنه علم انه بدون عمل فطلب منا ان نخطره بإمكانية استيعابه في الجيش وكان ذلك سبباً مباشراً في فتح الطريق امامهم لممارسة المنشط والالتحاق بعمل ثابت يوفر لهم سبل العيش الكريم كما أنهم وجدوا الاهتمام التام من القوات المسلحة وبعد فترة التدريب العسكرية تم تفريغهم للتدريبات وأصبحوا أبطالاً يمثلون المنتخب الوطني في المحافل القارية والدولية والمؤسسة العسكرية في بطولاتها داخل الوحدات والخارجية. وأشار الصادق وهو شاهد على انتشار اللعبة حيث مارسها لاعباً ومدرباً وإدارياً فاعلاً الى أن تأسس الاتحاد السوداني للملاكمة تم على يد سعادة اللواء طلعت فريد وهو أول رئيس لاتحاد الملاكمة الذي تم تكوينه في العام 1956م، وأضاف أن هنالك رجلاً آخر كانت له اليد الطولى أيضاً في مجال الملاكمة هو الاستاذ فهمي سليمان الذي كان يعمل استاداً للتربية البدنية وتخرج على يديه عدد من أبطال اللعبة. وعن أبرز إنجازات أبناء الجنوب في منشط الملاكمة قال ان البطل سعيد عبدالقادر من منطقة أعالي النيل هو صاحب أول ميدالية ذهبية في تاريخ السودان أحرزها في البطولة الافريقية التي استضافتها مصر في العام 1962م، وتبعه أبطال آخرون من جنوب السودان حققوا نتائج مشرفة من خلال تمثيلهم للسودان في المحافل القارية والدولية منهم اميلو لادو من الاستوائىة ومحمد فرج الله واكسورنال الذي نال وساماً رفيعاً من المشير جعفر نميري رئيس الجمهورية السابق، وحول مدى تأثر المنشط بانفصال الجنوب قال: صحيح ان معظم الممارسيين للعبة من أبناء جنوب السودان إلا أن ذلك لن يؤثر كثيراً، فقد بدأ أبناء السودان الشمالي من الجيل الحالي والذي سبقه في الولوج للمنشط وممارسة اللعبة وبفضل توفر صالات الجمانيزيوم في الأحياء والأندية التي ساعدت كثيراً في البناء الجسماني لا خوف على المنشط بل سيكون مستقبل الملاكمة أفضل كثيراً في مقبل الأيام، وأشار الى أنه حتى الجنس اللطيف اخذ يمارس اللعبة ونرقب الآن إقامة بطولة للجمهورية بمشاركة البنات على حسب توجيه الاتحاد الدولي. تجدر الاشارة الى أن البطل الدولي السابق وسكرتير هيئة التدريب في اتحاد الملاكمة جابر حسن أحمد الذي عمل مدرباً محترفاً بدولة الكويت لاكثر من «25» عاماً ووضع لبناتها الأولى كان مشاركاً في الحديث وأمن أن لا خوف على مستقبل الملاكمة في السودان.