ظهرت تداعيات اعلان دولة الجنوب بصورة واضحة في حجم اقبال الاخوة الجنوبيين علي الكنائس، حيث رصدت (الرأي العام) في جولتها على عدد من الكنائس ضعف الاقبال عليها واختفاء مظاهر الاحد عند الاخوة الجنوبيين . وعلي غير العادة، لم تقرع اجراس الكنائس بالشكل المألوف ربما حزناً علي الانفصال . عودة آلاف الاسر الجنوبية الذين يمثلون الاغلبية المسيحية في الشمال قبل عملية الاستفتاء في يناير الماضي واحدة من العوامل التي ادت الى انخفاض اصوات الترانيم في كنائس العاصمة (الخرطوم) وخلو شوارعها من الاخوة الجنوبيين الذين كانوا يتجولون زرافات ووحداناً وبازيائهم المميزة.. ويتوقع القساوسة ان تتراجع نسبة الاقبال أكثر مما عليه اليوم بعد قيام دولة الجنوب خاصة بعد انتهاء المهلة المحددة للمواطنين الجنوبيين لاقامتهم بالشمال، وقال القس نبيل دانيال راعي الكنيسة (الانجيلية المشيخية) :(انه كان هناك اخوة جنوبيون يشاركوننا في العبادة وكانوا يصلون معنا بلغاتهم المحلية ولكن عددهم في تراجع منذ بدء عملية الاستفتاء واضاف ان الاحد كان يجمع كل السودانيين والاجانب من طائفة (المشيخية) ونخصص زمناً معيناً للإخوة من النوير من الساعة (5) م والشلك من الساعة (7) م الى (9) م وكان التباين في الزمن لاختلاف لغاتهم التي يؤدون بها الصلوات، وعبر دانيال عن عميق حزنه لانفصال الجنوب قائلا : نعتبر الانفصال حلما مزعجا ولم نكن نتوقع ذلك لاننا عشنا سويا وكنا نصلي من أجل السلام . ثلة من الشباب ومن بينهم جنوبيون داخل الكنيسة يتساءلون عن مصير الجنوبيين الباقين بالشمال ويبدو ان اعلان الشمال الحكم بالشريعة يقض مضجعهم ولكن القس دانيال قال ان الشريعة الاسلامية ليست ضد من يسير على صراط قويم وان عقوباتها لا تطال سوى من يخالف الاخلاق والفضيلة.