وصف القس يوسف مطر – السكرتير العام للكنيسة الانجيلية المشيخية بالسودان- في تصريح ل ( حريات ) حرق المجمع الكنسي بالجريف غرب امس ، قائلا ( كان شيئا فظيعا لا يمكن تصوره ) . ويقوم مجمع الكنيسة الانجيلية علي ارض واسعة تمتلكها الكنيسة منذ مائة عام ، ويشتمل علي ثلاثة قاعات ( كنائس ) للعبادة ، ومعهد للكتاب المقدس – يخرج القساوسة الذين يرعون الكنائس المشيخية في البلاد – ، وعلي دار للمسنين وملجأ للاطفال وعيادة طبية ، وداخليات للقساوسة الدارسين . واضاف القس مطر ان هناك عدة جهات تطمع في اراضي المجمع ، وقامت بعدة محاولات لتحقيق هذا الغرض . وقال انه في يوم 9 ابريل حضر مهندس من غرفة العمليات بالمحلية وقال انه يريد نزع ارض المجمع ، فرفضنا ذلك وذهبنا الي قسم شرطة الرياض لفتح بلاغ ، وجري تحري اول قدمنا فيه مستندات تثبت ملكيتنا للارض واستخدامنا لها ككنيسة ومعهد . ثم تدخلت ادارة شئون الكنائس في وزارة الاوقاف وطمأنتنا بان الموضوع سينتهي . واخطرنا وكيل الوزارة بانه سيقف معنا ولن يسمح لاي جهة بالمساس بالكنيسة . واضاف القس مطر انه في مساء 20 ابريل خطب محمد عبد الكريم من خلال منبر مسجده ودعا سكان المنطقة قائلا : تجمعوا غدا الساعة الثامنة للاستيلاء علي ارض الكفار ، واستخدم كثيرا من الاساءات العنصرية والدينية التي لا يمكن تصديق ورودها في السودان . اتصلنا بادارة الكنائس وبشرطة الرياض ، وجاءت ثلاث عربات شرطة ، وقالوا لنا ان هناك وجود امني حول الكنيسة اطمئنوا لن يحصل لكم اي شيء . وواصل القس مطر روايته للاحداث قائلا انه بحسب نداء محمد عبد الكريم تجمع امس ما بين 600 الي 700 شخص في المسجد وتحركوا نحو الكنيسة ، وكانت بينهم جماعات متطرفة ، ولكن المؤسف ان من بينهم اطفال ونساء من جيراننا في الجريف . واضاف ( بالنسبة لي فقد وصلت بعد بداية الهجوم ، رأيت الدخان يتصاعد من عدة حرائق .واستطعت العبور الي الداخل ، فوجدت عددا من الضباط علي راسهم ضابط برتبة لواء وكانوا يتفرجون علي ما يحدث وهم جالسين ! ذهبت لتفقد زملائي بالكنيسة ووجدت اثنين منهم مصابين بجروح ، تعرضا للضرب ، كانا ينزفان ، احدهما من يده والاخر من صدره . ) . وقال ( ما حدث لا يصدق ، في المجمع ثلاث كنائس ، تم تدمير اثاثاتها وحرقها ، وهناك مخزن للكتاب المقدس ، اخرجوا منه نسخ الكتاب المقدس ، واضاف بحسرة : تم حرق الكتاب المقدس . وحرقت مدرسة الكتاب المقدس عن بكرة ابيها ، وحرقت الداخليات ، وحرقت الاشجار ، واحضرت جرافات لجرف الاشجار ، وهدم الحائط الشرقي للمبني تماما ، كما هدم جزء كبير من الحائط الجنوبي ) هذا وتقاطر عدد من المسلمين المستنيرين اليوم 22 ابريل الي الكنيسة ، للتضامن وارسال رسالة بان ما حدث لا يعبر الا عن المهووسين والظلاميين ، ولكن الاجهزة الامنية والشرطة منعتهم بالعنف من دخول الكنيسة ، بل ومنعت المصلين المسيحيين كذلك ، ولا يزال العشرات من المتضامنين يتواجدون حول الكنيسة .