خبر(مجهول الابوين) ظل يتجول على استحياء فى عدد من الصحف، دون ان تعلن اية جهة مسؤوليتها (عن الحادث) اقصد الخبر، ما قرأته يفيد بان هنالك جهة اصدرت قرارا بايقاف برنامج (اغاني- واغاني) الذى تبثه قناة النيل الازرق فى شهر رمضان. القضية تتجاوز(جريمة) ايقاف البرنامج الذى اصبح مثل (الحلو- مر) بالنسبة للسودانيين فى رمضان، المشكلة فى الاستهتار بما يحبه الناس ويجمعون على انه لحظة استرخاء موسمية تخرجهم من دوامة الاحباط والهزائم اليومية، والكارثة ان تتحرك مثل هذه القرارات فى الظلام دون ان (تدق ) اية جهة (صدرها) وتقول انا من فعلت كذا فنحاكمها ونجادلها، ونقيم او تقيم علينا الحجة ليصح بعد ذلك ما هو صحيح ويتراجع ما هو هوس وغثاء. الكارثة الكبرى فى ان (ترخي) الدولة اذنها الى تيار التشدد الذى لا يعبر عن مزاج السودانيين الوسطى، وان تصبح حكومتنا جزءاً من تصفية الحسابات واختلاف وجهات النظر بدلا من ان تكون حكماً يشهد بالحق ويقضي بالقانون بين المتخاصمين. لن تكون الجمهورية الثانية بخيراذا تمدد التشدد فى مفاصل الدولة واصبح يحدد للناس البرامج التلفزيونية التى يشاهدونها والوجبات التى يتناولونها خلال اليوم ، دون اكتراث للفسحة التى يوفرها دين محمد . لن تسلم العلاقة بين الحاكم والرعية اذا لم يكن هنالك اكتراث لما يحبه الناس، الشعب السوداني المرهق بفواتير الحياة المثقلة بالهموم ووطاة الاسعار، احب هذا البرنامج وصوت عليه بالمشاهدة العالية ، وهو ذات الشعب الذى وقف مع هذه الدولة ومازال فى احلك الظروف والمواقف وقدم دروسا فى الصبر والاستنارة تجاسرت على مخططات الفوضى التى تنتظم المنطقة العربية، فمن غير المنطقي ان يتم تجاوز ما يحب ويصطفى لاسباب لا ترقى لحرمة ولا تعتبر جريمة. الرئيس كرم (اغاني واغاني) من قبل لانه برنامج استطاع (سودنة المشاهدة) ، وتمكن من اعتقال المشاهدين امام (لا لوبنا) دون الاكتراث ل (تمر) الناس فى (روتانا) و(الام بي سي) وقنوات (الهشك بشك)، والبرنامج جعل لسان القنوات المحلية يقول (اعاني واعاني) بعد ان استأثر بخاريطة المشاهدة فطفق الجميع يستنسخونه فى سعي منهم لجذب المشاهدين، الم يسأل صانع القرار نفسه عن القنوات التى قد يلجأ اليها المشاهدون اذا لم (يتسمروا) امام النيل الازرق، الخيارات قطعا ستكون اسوأ من (اغاني واغاني) بكثير، خاصة وان الجهة التى تحاول ايقاف البرنامج لا سلطة لها على بقية البرامج التى تطفحها الاطباق الفضائية داخل البيوت. من المؤكد ان اختباء صانع هذا القرار وراء التعتيم اشارة الى ادراكه للخطأ الذى يرتكبه بحق الناس والدين ان صح الحديث عن ثمة اعتراضات من جهات بعينها على توقيت بث البرنامج بين المغرب وصلاة التراويح، وطبيعته الغنائية، ثم ان توقيت البرنامج مثل ما سمعت سيتقلص الى زمن يتيح للمشاهدين الاستعداد لصلاة التراويح- ولا اعتقد ان ادارة القناة ستمانع فى هذا ان لم تكن قد اقرته حسبما سمعت،عزيزي وزيرالاعلام الدكتورالمتفهم جدا كمال عبيد علام الصمت والكلام دخل حوش الوزارة.