تابعت في خلال السنوات الماضية الأثر الكبير الذي أحدثه برنامج (أغاني وأغاني) على المشاهد السوداني في خلال شهر رمضان. فمن خلال متابعتي لمواقع النقاش الإليكترونية، وليس البرنامج نفسه، لمست ان لبرنامج (أغاني وأغاني) صدىً كبيراً، فقبل حتى أن يبدأ البرنامج نجد أن معجبيه يقومون -بحجز (طوبة)- أو فتح موضوع يحمل إسم البرنامج لضمان مناقشته وسط المواضيع الكثيرة التي تعج بها المواقع الإليكترونية. وقبيل أن يبدأ البرنامج يسجل المعجبون إفاداتهم.. توقعاتهم.. وتصوراتهم عن الشكل الجديد الذي يتوقعون أن يكون عليه البرنامج في الموسم الجديد.. وربما تفوق أعداد هذه الملاعبات والمناوشات على المناقشات المئات من التعليقات، وكل هذا قبيل أن يبدأ حتى بث البرنامج.. وهذا إن دل فإنما يدل على مدى الإنتشار والتأثير الذي حازه برنامج (أغاني وأغاني) دون غيره من البرامج، الجديدة والقديمة، التي تعج بها شاشات القنوات التلفزيونية السودانية. وإذا بي أفاجأ بأحاديث وإشاعات تملأ الصحف والطرقات عن إحتمال إيقاف برنامج (أغاني وأغاني) او حتى تغيير مواعيد بثه.. وحقيقة أصابتني الحيرة. فمن الذي يتحكم في إيقاف أو حتى تغيير ميعاد برنامج ينتظره مئات الآلاف من البشر في كل عام؟ هل هي إدارة القناة؟ لا أظن، فهدف كل قناة (عاقلة) ناجحة أن تقوم بإنتاج برامج ذات جماهيرية عالية، وهذا البرنامج وصل بشعبيته المتدفقة إلى سقف طموحات كل قناة.. هل هي الدولة؟ ولكن ما الذي (دخل) الدولة في قضية هي في أصلها مشتركة ما بين القنوات الإعلامية وما بين المشاهدين في العاصمة وكل الأقاليم؟ وإن كان، هل ستفرض الدولة على المواطنين مستقبلا مأكلهم ومشربهم بل وحتى حجم الوجبة حتى تضمن ثلاثية الطعام والشراب والهواء؟ إن الحديث عن برنامج أغاني وأغاني كفسق يجب بتره من خارج البرامج الرمضانية (وهذا سؤال آخر، من هي الجهة الخفية التي تتحدث عن البرنامج بهذه الكيفية)؟ او النقاش حتى حول ميعاد البرنامج أو عن وقت بثه أوعن إفتراضية وحتمية نقل البرنامج حتى يفسح التلفاز للناس مجالا في رمضان لأداء التراويح أو غيرها به كثير من فرض الوصايا على شعب بأكمله. ومن ذا الذي يجد في نفسه الكفاءة لكي يحدد للفرد المسلم العاقل طريقة حياته، وماذا يشاهد وماذا يترك من برامج؟ ولماذا أصلا؟ إن ربي جعل الفرد مسؤولا عن تصرفاته وهو بمفرده الذي يحدد ويقرر وليس الإمام أو الدولة التي تنوب عنه. فيا سيدي وزير الإعلام وكل من بيده إيقاف مثل هذه الإشاعات والترهات التي تفسد على غالبية الشعب ترقب البرنامج ننتظر منكم رد فعل قوي يؤكد لمحبي ومتابعي البرنامج انه لا محالة آتق.. وان أمر إلغاء برنامج أو تغيير مواعيد بثه هو أمر بيد القناة التي تنتج البرنامج وليس بيد (أيدٍ) خفية تتحرك بلا إنتظام!!