فضيحة امبراطور الاعلام روبرت مردوخ الراهنة ستكون لها توابع اعلامية وسياسية وثقافية خطيرة الفضحية المتعلقة بسلسلة فضائح تنصت ورشاوى من اجل الحصول على المعلومة وتحقيق سبق صحفي فى صحيفة (نيوز اوف ذا وولرد) احد اذرع امبراطوية مردوخ التى تشمل 800 مؤسّسة اعلامية بين قنوات فضائية، صحف ومجلات، وكالات انباء، شركات انتاج، مواقع انترنت واسعة الانتشار في اكثر من 50 بلدا حول العالم، هذه الفضحية هزت عرش امبراطورية مردوخ حيث ارغمت صحيفة (نيوز اوف ذا وولرد) على التوقف عن الصدور بعد 168 عاما، وقدم عدد من الفاعلين فى امبراطورية مردوخ التى لا تغيب عنها الشمس استقالاتهم ، فضلا عن مسئولين كبار فى الشرطة البريطانية وازمة سياسية تواجه رئيس الوزراء دفيد كامرون بسبب مردوخ ، ولكن المهم فى الامر ان الساسة فى بريطانيا على الاقل تحرروا من سطوة مردوخ الاسترالى اليهودى الذى سيطر على العالم من خلال وسائل الاعلام حيث يملك 40% من وسائل الاعلام فى بريطانيا فضلا عن قناة فوكس نيوز الامريكية التى تنحاز دوما الى جانب اسرائيل فى الصراع العربى الاسرائيلى ، بل ان مردوخ استطاع السيطرة على صحيفة التايمز البريطانية التى قال عنها ونستون تشرشل ذات مرة (اننا مستعدون ان نتخلى عن مستعمراتنا في البحار ولسنا مستعدين للتخلي عن صحيفة التايمز) فى الولاياتالمتحدة كذلك انهالت الانقادات لسياسات مردوخ الاعلامية حيث كتب روجر كوهن في «الهيرالد تريبيون» يحمله المسؤوليةَ عن العديد من الظواهر السلبية في السياسة الأميركية، فتلفزيون «فوكس نيوز» التابع له «بما يتصف به من الديماغوجية اليمينية الصاخبة، أدى دوراً كبيراً في تأزيم الصراع السياسي الأميركي وفي اضمحلال النقاش العقلاني في السياسة الأميركية، بل غياب العقل عنها». الفضيحة الراهنة ضربت اخلاقيات مهنة الصحافة فى مقتل فى بلد كان يعد جنة فى التمسك بتقاليد الصحافة ومواثيق الشرف الصحفى، وسيكون لهذه الفضحية تداعيات خطيرة على المهن وستحتم على الممارسين لمهنة الصحافة والباحثين مراجعة شاملة لمستقبل المصداقية الصحافية فى ظل ما تكشف من هول الممارسات التى كان يقوم بها الصحافيون فى نيوز او ذا وورلد من اجل الحصول على الاخبار التى تهتك خصوصيات الآخرين وتتاجر فى اسرارهم الخاصة بالتنصت والتلصص عليهم حتى من خلال هواتفهم. الكثير من التقارير الصحافية تشير الى مردوخ سوف يخرج من هذه الازمة لانه يملك سطوة ونفوذ على كبار المسئولين فى عدد من الدول ولكن دروس المستفادة من هذه الفضحية ان الساسة والاعلاميين امتلكوا شجاعة المواجهة حتى ضد امبراطورية ضخمة كامبراطورية مردوخ الاعلامية الفاسدة اقتصاديا واخلاقيا