مواقف نبيلة تجسد عظمة الرجال تلك التي قدمها الاشقاء في دولة قطر وابناء الوطن الذين يعملون في ذلك البلد الشقيق وهم يتسابقون افرادا وجماعات للوقوف مع فقيدنا وفقيد الصحافة الاستاذ اسامة احمد موسى الذي رحل عن دنيانا وهو في ريعان شبابه تاركا خلفة اطفاله الاربعة وهم مازالوا يتلمسون خطواتهم على طريق الحياة وزوجة تعاني المرض وفقد الزوج وام مكلومة برحيل فلذة كبدها اشقاء واسرة اصدقاء يعانون جرح الفراق وفي الاعين دموع وفي القلوب حزن دفين. وقفوا معه ساعة المرض اللعين وفعلوا كل ما يمكن فعله لانقاذ حياته ولكن كانت ارادة الله هي الغالبة فرضي الجميع بما اراده الله ايمانا منهم بأن لكل اجل كتاب وقد كان مكتوباً على اسامة ان يرحل في ذلك المكان والزمان حيث لايعلم ولايعلم اهله فكانت الصورة في مستشفى حمد تعبر عن الوفاء للاصدقاء ورب اخ لك لم تلده امك. كنت كغيري من معارف الفقيد مهموما بابنائه الصغار فمن يمسك بيدهم ويكمل المشوار الذي بدأه والدهم فأتتني الاجابة من الدوحة لمواقف عظيمة بدأتها اسرة صحيفة «الراية» التي كان يعمل بها فقيدنا اسامة حتى لحظة وفاته فكانت «الراية» عند حسن الظن وهي تقدم باليمين بما لاتعلمه اليسار لتأمين حياة الاسرة الصغيرة وفاء للراحل وتاكيداً على ان «الراية» مؤسسة تتعامل مع العاملين فيها بروح ابناء الاسرة وشهادتي فيها مجروحة كواحد من المتعاونني معها فلم افاجأ بذلك الموقف فهو ليس بغريب من مؤسسة يقودها رجال خيار من خيار يجتمعون على قلب رجل واحد يحببون الناس لعمل الخير ويؤدون رسالتهم كاملة نحو المجتمع عامة . وقدم ابناء قطر من شيوخ وشخصيات من الذين عرفوا الفقيد كواحد من انزه وانظف الصحافيين وبعفة قلمه ولسانه قدموا مساهمتهم في تخفيف العبء على الاسرة وهو موقف ايضا ليس بغريب على ابناء قطر الذين تميزوا دائما بالشهامة والكرم الذي ورثوه ابا عن جد وكل العالم الاسلامي والعربي يشهد بمواقف قطر حكومة وشعبا في مثل هذه الحالات. اما ابناء السودان المقيمون بقطر فقد كان كل منهم يمثل الاب لابناء الفقيد والشقيق للراحل كانوا بجواره حتى لحظة الفراق وبقوا مع اسرته حتي اطمأنوا على كل الترتيبات وسيحملون ابناء الفقيد في أعينهم. الشكر والتقدير لكل هؤلاء الرجال على ماقدموه ونسال الله تعالى ان يجعل ذلك في ميزان حسناتهم وان يجزيهم خيراً ونسأله تعالى أن يحفظ ابناء المرحوم وان يعوضهم عن فقد والدهم وان يلهم الاسرة الصبر وحسن العزاء وان يسكن الفقيد فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.