كلهم كانوا هناك ، لم يكونوا وحدهم رافقهم حزنهم وهم يعيدون شريط الذاكرة مستعيدين مواقفه في يوم شكره، لم يتخلف احد حضرت الحكومة ورفاق الحرف، كانت الاقلام تخرج حبر الحزن وهي تودع الراحل عمر محمد الحسن في رفع الفراش لم يكن الامر كافيا لرفع سرادق الحزن الذي سكن الدواخل كما سكن هو في كل القلوب، جاء الوزراء تقدمهم وزير الدفاع الفريق الركن عبد الرحيم محمد حسين ووزير رئاسة مجلس الوزراء الفريق الركن بكري حسن صالح وكل رؤساء تحرير الصحف والصحفيين رفاق عمر محمد الحسن (الكاهن) بعد ان تيقنوا من الخبر جاءوا لرد جميل للغائب الحاضر، وجاء كذلك اعضاء اتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة والمطبوعات، تحدث البعض بالرغم من صعوبة الحديث في تلك اللحظات، وهو ما عبر عنه هاشم الجاز، لن استطيع التحدث بالرغم من اني اريد ان اتحدث لاحكي عن عمر ، ولكن لا ادري بأية لغة اقول وفي أي اتجاه انحو هل ابدأ بالتميز المهني ام بالانسانية التي فاقت حد التصور أأحكي عن ذاك الذي عاش لاجل قضاء حوائج الناس في حالة إيثار نادر، قبل ان يقول ان حديث الدموع سبقني اليه ابني صاحب السنوات التسع وهو يبكي عمر، قبل ان يختم حديثه بان حكومة ولاية الخرطوم تعهدت برعاية أسرة الفقيد قبل ان يترك مقام الحزن الي الفاتح السيد والذي اكد علي ان عمر فقد للصحافة في عدة اتجاهات وفقد للمجتمع، وقال اننا بغياب عمر سنفقد مساحة كبيرة كان يملاؤها باقتدار. عبد الباسط سبدرات الذي غالب دموعه قال ان موت عمر الكاهن يذكره بمقولة صلاح أحمد ابراهيم الي علي المك( فيك أشتهي الموت)، وقال انه لايبكي الموت ولكن يبكي الفراق قبل ان يضيف انه لن يستوعب مسألة ألا يرن هاتفه ويكون علي الطرف الاخر عمر نموذج الوفاء الذي لم يتغير طوال السنوات، وهو أوفي من عرفت ،وقال انه تساقط الكثيرون وبقي عمر كما عرفناه منذ السبعينات، وكنا نظن اننا اصدقاؤه الوحيدون، ولكن كل من عرف عمر ظن انه صديقه الوحيد، واضاف ان عمر قضي كل حياته من اجل الاخرين ومات دون ان يكون له منزل ولا حساب في البنك، وكنا عندما نفاتحه في هذا الامر كان يرد خلوها بكرة الى ان رحل هو ، واضاف سبدرات ان خنا وفاءه وعشرته فلسنا جديرين بالحياة. د. عبد الوهاب خضر الذي تحدث انابة عن الاسرة شكر الجميع علي وقفتهم مع الاسرة ، والتي قال انها حزينة لفراق عمر واكثر حزنا علي دموع الوفاء التي غطت عيون اصدقائه وما اصعبها من لحظة بعدها قرأ الجميع الاخلاص علي روح الفقيد، وتم رفع سرادق العزاء من امام منزل أسرة الراحل ، ايذاناً بانتقال الاحزان الي قلوب الكثيرين من الذين سيفتقدون رنات هاتفه الصباحية بحثا عن خبر غير قابل للنفي او أولئك الذين ينتظرون قضاء حوائجهم عبر انسانية عمر محمد الحسن.