الثقافة الغربية القائمة على السردية وضعت الرواية والقصة القصيرة فى مرتبة متقدمة وحسمت جدلا محتدما بالشرق حول هل هذا آوان الشعر؟ وهل الرواية باتت الجنس الادبي الاكثر حضورا فى المشهد العالمي بينما تراجع الشعر وتنازل طائعا عن عرشه كسيد للفنون خصوصا فى الشرق ، رغم ان حبرا كثيرا أريق فى الشرق الاوسط والمنطقة العربية فى محاولات للاجابة على هذا السؤال الجدلي ، الا ان الشاعر الهندي والمترجم الكبير آرفيند كريشنا ميهروتر أثار حضور مهرجان هاي حينما اعترف للحضور بأن فن الرواية حجب الشعر ونبه فى حوار قصير مع صحيفة (ذا هيندو) على هامش المهرجان الى خطورة تراجع الشعر على الاجيال القادمة قائلا ان طلاب الجامعات والمدراس اليوم لا يقرءون الشعر خارج المناهج ولا يلتقون كفاحا بالشعراء والكتاب كما هو الحال فى السابق لان الايقاع المتسارع لا يسمح لهم بالاطلاع على تنويعات كبيرة من الاشعار والاعمال الادبية ، واضاف الشاعر الهندي الذى اصدر اربعة دواوين شعر وحرر انطلوجيا الشعر الهندى الحديث الصادرة عن اكسفورد والتى ضمنها نماذج لاثنى عشر شاعرا هنديا معاصرا ان الرواية استفادت من هذا التراجع وباتت الى الأقرب إلى القراء. وقدم الشاعر والمترجم آرفيند الذى ترجم عددا من الاشعار الهندية الى اللغة الانجليزية وحصل فى العام 2009 على جائزة القلم الدولية عن ترجمة الشعر قدم للحضور تجاربه فى ترجمة الشعر وقال ان ترجمة الشعر فى الهند تختلف عنها فى الغرب ففى الهند يضع المترجم شيئا من ذاته او اسلوبه فى النص وبالتالى يصبح المترجم الشاعر فى الوقت نفسه هو الافضل لنقل روح النص من اللغة الاصلية الى اللغة الاخرى واضاف فى الندوة التى قدمها لجمهور المهرجان عن تجارب ترجمة الشعر عموما مع التركيز على تجاربه الخاصة الى ان تتبع اللغة وحده لا يكفي فى الترجمة الشعرية اذا لابد من الموسيقى والجرس وسحر الدلالة ،وعن بعض تكنيكات الترجمة الشعرية قال ان المترجم احيانا يضر الى حزف بعض الاجزاء المتكررة فى النص للحصول على الصورة الحقيقة للقصيدة ونصح الحضور (ساخرا) رجائي لا تقرأوا النصوص الاصلية للكتب التى ترجمتها الى الانجليزية حتى لا تكتشفوا المفارقة !