(صلاح شكوكو) نعم إنتصر الهلال على الوداد المغربي عشية الأربعاء الماضي بهدف وحيد وصف بأنه إنتصال خجول .. وهذا الوصف جميل لأنه مؤشر يدلل على أن المترقبين كانوا يتوقعون فوز الهلال بعدد وافر من الأهداف تأمين له لمباراة الرد ... لكن الهلال لم يقدم العرض المتوقع الذي إنتظرناه والذي يمكن أن يطمئن الجميع وهو يتهيء للدخول في شوط المباراة الثاني بالدار البيضاء . ولعل هذا الشريط يعيد للأذهان ذات السيناريو الماضي الذي كان في مباراة حرس الحدود المصري الذي كلف الهلال كثيرا للمحافظة على نصره في الخرطوم مما جعل الأنفاس محبوسة طوال اللقاء خوفا من إي إنفلات قد يغير مجريات اللقاء على نحو غير محمود . وهذا أيضا ليس ببعيد أيضا عن قصة إنهيار الهلال أمام الترجي وقد دخل المباراة وهو قاب قوسين من النصر .. بل أنه كسب زمنا مقدرا من زمن تلك المباراة حتى جاءت لحظة الإنهيار الرهيب في ثلث المباراة الأخير .. كل هذه المعطيات تجعل هناك عدة محاور ومحاذير ينبغي إعطائها ما يستحق من إهتمام وأول تلك المحاذير التي نحذر منها هي عدم الإحتكاك والإلتحام بلاعبي الوداد المغربي ذلك أن البنيان الجسماني لديهم يفوق كثيرا بنيان لاعبينا مما يجعل لاعبينا يخسرون أي كرات وتلاحمات مشتركة . الهلال مطلوب منه أداء المباراة بنوع من الترابط والتماسك بين الخطوط المختلفة في خطة نأمل أن لا يركن فيها المدرب الى الأسلوب الدفاعي على حساب الهجوم .. إذ أن ذلك يمكن أن يحكم الضغط على الهلال والذي ربما يقود الى الإنهيار حال ولوج أهداف في مرماه . التركيز على تقوية خط الوسط وجعله أكثر ديناماكية بإعتباره منطقة التمويل والإمداد علاوة على أنه خط الدفاع الأول الذي يحمل عن خط الدفاع جزءا مقدرا من الضغط أو أي غزو هجومي ندرك أن الوداد سوف يركز عليه كثيرا . ندرك أن الوداد شانه في ذلك شأن كل الفرق المغاربية تعتمد كثيرا على الهجمات المرتدة المباغتة وتستغل في جانبي الملعب وهذا ما يجعل الهجمات المرتدة عندهم محفوفة بمخاطر كبيرة وبعدد وافر من اللاعبين مما يستدعي ضرورة الإهتمام بذلك . كم لابد للهلال من الإعتماد على لاعبين يتميزون بالسرعة العالية في خط الهجوم حتى يتمكن الهلال من كسر طوق الحصار الذي سيحاول الوداديون تطويق الهلال به .ز وهذا سيساعد كثيرا على خلخلة هذا الضغط بإجبار دفاع الواد على عدم التقدم والضغط على الهلال ومحاصرته . رغم تقديرنا لمجهودات مهند الطاهر إلا أننا نأمل أن يبعد تماما عن مباراة الرد بسبب إيقاعه البطيء وأسلوبه الذي يميل الى الإستعراض ذلك أن المباراة لا تحتمل أي أخطاء تعود على الهلال بهجمات مرتدة ستشكل حتما خطورة على مرمى الهلال ... رغم أننا نقدر له هدفه الرائع في شباك حرس الحدود . وعلى لاعبي الهلال أن يدركوا أن المباراة كلما مضى منها زمن فإن هذا الزمن سيكون عدا تنازليا للنصر .. بل أن هذا الإستمرار سيستتبعه إنهيار معنوي تدريجي في صفوف الوداد .. ولو بلغ الهلال نهاية الشوط الأول متماسكا فإن الشوط الثاني سيكون شوطا للمدرب . في شوط المباراة الثاني سيدخل الوداد اللقاء كمقاتل جريح وبضغوطات قوية ومعنويات منهارة لن يقويها إلا إنهيار في صفوف الهلال ... لذا فعلى الهلال أن يظل متماسكا حتى وإن ولجت مرماه أي عدد من الأهداف وأن يؤمن بأنه قادر على التعويض . ويبقى السؤال .. هل يمكن للهلال أن ينتصر ؟؟؟ نعم فرصة الهلال كبيرة في تجاوز الوداد والتاهل للمراحل القادمة .. شريطة أن نبتعد عن الشحن الزائد الذي يوصل اللاعبين الى الذروة التي تقود الى الإنهيار ( لأن الشيء أن فات حده إنقلب الى ضده ) فقط علموهم أن ولوج أهداف فينا لا تعني نهاية العالم .. وأعرضوا عليهم مباريات تؤكد لهم أن النصر يأتي من أعماق الهزيمة .. علموهم كيف يديرون الأزمة ويؤثرون فيها ولا يتأثرون بها ..