حذر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو من أن هناك محاولات لمحاصرة مدينة حلب السورية، واصفا ذلك بكونه تطورا مثيرا للقلق. وأكد أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة عقب مباحثاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن تركيا لا يمكنها وحدها أن تتحمل عبء اللاجئين السوريين الفارين من المعارك في بلادهم. وقال "يجب ألا يظن أحد أنه إذا قبلت تركيا باللاجئين وتحملت هذه المسؤولية فإنها ستتحمل وحدها كامل عبء" هذا الاستقبال. وأشار أوغلو إلى أن عدد اللاجئين السوريين قد وصل إلى ثلاثين ألفا خلال الأيام الأخيرة، وهم يحتشدون قرب الحدود التركية، مؤكدا أن بلاده ستسمح بدخولهم عندما تقتضي الضرورة. وشدد على عدم التهاون مع الهجوم الجوي الروسي على أساس أن تركيا سترحب بهؤلاء اللاجئين، معتبرا أن التطورات الأخيرة في سوريا بمثابة محاولة للضغط على بلاده وعلى أوروبا في قضية الهجرة. مطالب بوقف القتال على صعيد متصل طالب ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية النظام السوري "بضرورة الوقف الفوري للقتال"، معربا عن قلقه بشأن نزوح آلاف المدنيين جراء الاشتباكات العنيفة والقصف الجوي. يأتي ذلك بينما قال مسؤولون إن واشنطن تكثف جهودها لوقف إطلاق النار في سوريا. ودعا أوبراين -وهو منسق شؤون الإغاثة الطارئة- الأطراف المتحاربة إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال التي تؤدي إلى إزهاق أرواح المدنيين، والسماح لهم بالتحرك والانتقال إلى مناطق أكثر أمنًا، والامتناع عن استهداف البنية التحتية. غارات روسية بحلب وتواصل الطائرات الروسية قصفها لريف حلب الشمالي، مما تسبب في سقوط ضحايا وساعد القوات الكردية على التقدم بمناطق المعارضة، بينما تستعد قوات النظام السوري لشن هجوم واسع على بلدة داريا المحاصرة. وأفاد مراسل الجزيرة بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف شنته طائرات روسية على مدينة كفر حمرة التابعة للمعارضة المسلحة شمال حلب، بينما استعادت قوات المعارضة قرية كفين بعد ساعات من سيطرة قوات النظام عليها، كما شنت قصفا مدفعيا على مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية لها في قرية رتيان. ولفت المراسل إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية تستغل تغير المشهد وتراجع المعارضة أمام القصف الروسي العنيف لتوسع سيطرتها على محيط بلدة عفرين التي تعد معقلا للأكراد في شمال حلب، حيث سيطرت الليلة الماضية على قرية دير جمال، مما يجعلها على مقربة من أكبر معاقل المعارضة بالريف الشمالي وهي مدينة إعزاز المحاذية للحدود مع تركيا.