تعهد الرئيس عمر البشير بتعويض المتأثرين بالحرب بتوفير سبل العيش لهم في المدن وتوفير مقومات الحياة لهم إن كانوا يريدون العودة إلى قراهم الأصلية التي نزحوا منها بسبب الحرب. وقال البشير، إن الجيش جاهز لدك آخر معاقل الحركات المتمردة في دارفور، مؤكداً أن حكومته لم تلجأ إلى العمليات العسكرية إلا بعد أن رفض المتمردون وعلى رأسهم المتمرد عبدالواحد نور توقيع اتفاقية السلام. ووصل البشير يوم الأحد إلى مدينة زالنجي حاضرة ولاية وسط دارفور المحطة الثالثة في جولته التي يقوم بها حالياً في دارفور. وقال البشير مخاطباً حشداً جماهيرياً كبيراً في زالنجي، إن المتمرد عبدالواحد نور ظل لسنوات يرفض السلام وهو يعيش في فنادق خمسة نجوم في العاصمة الفرنسية باريس ويترك مواطني دارفور يكتوون بنيران الحرب. وشدد على أن السلام الآن أصبح واقعاً في دارفور وبعد اكتماله وانتهاء التمرد ستبدأ الحكومة مرحلة جديدة هي برنامج جمع السلاح وإعادة توطين النازحين. وقال البشير إن برنامج حكومته يضع السلام في أولوياته وهو أصبح حقيقة واقعة، وحيا القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى. وتابع قائلاً "نريد أن نكمل السلام ويتحرك المواطنون في الطرق آمنين في بيوتهم ومراعيهم ومزارعهم ومدنهم وقراهم". وقال إن ولاية وسط دارفور ولاية وليدة ولا تزال تحتاج لبنيات أساسية كثيرة، متعهداً بتوفير خدمة الكهرباء في مدينة زالنجي طوال ال24 ساعة، ثم نقل الخدمة لعواصم المحليات وتوفير المياه والخدمات الأساسية بكل ربوع الولاية. وأشار البشير إلى توقيع عقد إنشاء الطريق الرابط بين زالنجي وكأس ونيالا في جنوب دارفور، واعداً باكتمال العمل فيه خلال أقل من ستة أشهر، مشيراً لتوقيع عقد لإنشاء سد "ضريسة" لتخزين المياه. وتعهد بأن تستمر حكومته في بناء السدود والحفائر وحفر الآبار لإنهاء العطش في ولاية وسط دارفور. وأعلن البشير أن حكومته ستقوم بإنشاء مطار دولي في مدينة زالنجي قريباً. واعتبر البشير أن السلطة الانتقالية لدارفور بقيادة د.تيجاني سيسي أنجزت مهمتها وقامت بالعديد من المشاريع. ورأى البشير أن الاستفتاء الإداري المرتقب في دارفور خلال الأيام المقبلة محك حقيقي سيحدد إن كان السكان في الإقليم يريدون الإقليم الواحد أو نظام الولايات المتبع حالياً. وهتفت الجماهير في زالنجي مقاطعة البشير في خطابه بهتافات داوية مؤيدة لخيار الولايات في دارفور. وقال "نحن سنترك الأمر في هذا الجانب لأهل الشأن وهم سكان دارفور، إن اختاروا الإقليم سيوفرون علينا مباني كثيرة وصرفاً وغيره وإن اختاروا الولايات نحن معهم في خيارهم". وأشار البشير إلى أن سكان دارفور الآن عبروا المرحلة الأولى من الاستفتاء وهي مرحلة التسجيل بدرجة ممتاز. وأضاف "نريد درجة جيد جداً في الاستفتاء وكل إنسان حر ليقول رأيه عبر الصندوق". وشهد الرئيس البشير في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور مراسم زواج جماعي لمئة شاب وشابة بدعم من وزارة الرعاية.