أكد دكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن المؤتمر الدولي حول الإرهاب والتطرف الطائفي في إفريقيا الذي بدأت فعالياته بالخرطوم الأربعاء ، سيسهم في وقف تنامي الإرهاب عموما وفى إفريقيا خاصة وكذا التطرف الطائفي ، عبر خطط ورؤى تسهم في التصدي لكليهما قبل أن يستفحلا ، لتتجه كافة الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في إفريقيا والعالم اجمع . وأضاف سيادته خلال مخاطبته صباح الاربعاء بقاعة الصداقة بالخرطوم الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، والذي تنظمه وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي ، ويستمر لمدة يومين ، أضاف أن الغلو في الدين اخذ يغزو أفكار جماعات من الشباب ، وأصبحت هنالك جماعات تستغلهم نحو الج هاد والعمل على زعزعة الأمن الوطني وتعريض بلاد المسلمين للفوضى ، كما أن هناك جماعات متطرفة خرجت على حكام المسلمين واتخذت رؤوسا جهالا من أنصاف المتعلمين لم تبال للعواقب الوخيمة لفعلها الطائش من زعزعة للاستقرار وسفك للدماء وإرهاق الدول بالانشغال في وضع التدابير الأمنية وإضعاف الاقتصاد بجانب إتاحة الفرصة للتدخلات الأجنبية والتشويه الإعلامي والتأثير على الرأي العام ضد كل ما هو إسلامي ، مشيرا إلى أن الإرهاب انتشر باسم الإسلام في العديد من الأقطار الإسلامية مستغلا التقنية الرقمية ، داعيا للتصدي له بالتنسيق مع كافة الجهات ذات الصلة عبر عمل إسلامي مشترك تنسق فيه كل الجهود وأبان دكتور التركي أن التطرف الطائفي بدأ في بعض دول الشرق وانتشر للدول الأخرى ووصفه بأنه تحديا جديدا يهدف لإشغال المسلمين عن قضاياهم الأساسية في خدمة مجتمعاتها والتصدي لأعدائها ، مؤكدا أن الأمة الإسلامية امة واحدة بوحدة كتابها ونبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورسالتها الخاتمة ، لافتا إلى أن الفرق والطوائف نشأت بعد عهد الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام متأثرة بثقافات أخرى ، مجددا ضرورة الاستهداء والاستمساك بنهج السلف الصالح ، مشيرا إلى أن الاختلاف لم يؤدى إلى الاقتتال في عهد الصحابة ، وأوضح أن التطرف الطائفي أساء إلى أمهات المسلمين وعمل على الطعن في الصحابة اعتمادا على أفكار كاذبة لفقهاء الزنادقة والطغاة ، معتبره تحديا يجب التصدي له كما تصدى له علماء الأمة الأوائل خاصة وانه شغل الأمة عن التفرغ لتحدياتها الهامة تجاه مواطنيها في خدمة قضاياها وفق منهج الوسطية والاعتدال . وأكد سيادته أن رابطة العالم الإسلامي تؤكد ضرورة التصدي للأفكار الخطرة التي يعتمد عليها الإرهاب الطائفي وذلك وفق إستراتيجية محكمة عبر وسائل مناسبة ، معربا عن أمله في أن يتم هذا الأمر خلال جلسات المؤتمر، داعيا للاستفادة من علماء المسلمين والعمل على إعداد شباب دعاة والاستفادة من التقنية المتاحة الآن للتصدي لهذين الخطرين واستنقاذ شباب المسلمين من الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة التي تزج بهم في أتون محرقة الإرهاب والتطرف خاصة وان المسلمين يتطلعون لمزيد من الجهود للحفاظ على مجتمعاتهم والنهوض بها ، مثمنا دور المملكة العربية السعودية والسودان في التصدي للإرهاب والطائفية في بلاد المسلمين وحماية أوطانهم منها ، مشيرا إلى التعاون الوثيق بينهما في هذا المجال ، داعيا لدعم مسلمي القارة ولبذل المزيد تجاههم ، متمنيا أن تدفع توصيات المؤتمر للارتقاء بهذه الخدمات في إفريقيا التي تعتد بتاريخها التليد وواقعها المهم في عالم اليوم. وزير الإرشاد :الإرهاب والتطرف الطائفى مصدران رئيسيان لتمزيق النسيج الاجتماعي من جهته أكد الدكتور عمار ميرغنى حسين و زير الارشاد والأوقاف أن الارهاب والتطرف الطائفى هما المصدران الرئيسيان لتمزيق النسيج الاجتماعي والذى يعتبر أهم ما يؤرق الامة الاسلامية . وأضاف لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى حول الارهاب والتطرف الطائفى فى افريقيا بقاعة الصداقة أضاف أن التطرف ظاهرة سلبية تجثم على صدر المجتمعات الإنسانية قديما وحديثا ويبرز من بين مظاهرها المختلفة "التطرف الديني" الذي يقترن بالغلو والتشدد في الخطاب وما يرتبط بذلك من لجوء إلى العنف ورفض المختلف إلى حد قد يصل إلى تكفيره بل ومحاولة إقصائه بشكل كلي ،مبينا ان سبب نشوء التطرف ضعف البصيرة بحقيقة الدين وعدم التفقه فيه والعلم بظواهر النصوص الشرعية دون عللها ومقاصدها . واشاروزير الارشاد الى أن التشدد عالجه الاسلام فى كثير من النصوص القرأنية والسنة النبوية وان ائمة الاسلام دعوا الى توطين ادب الخلاف ،مشيرا الى ان مثل هذه القضايا تعالج بالتفاكر وإقامة المؤتمرات والندوات للخروج برؤية وسطية . واقترح ميرغنى قيام المركز العالمى لدراسات التطرف والإرهاب فى السودان بالتعاون مع رابطة العالم الاسلامى مؤكدا ان هذا المطلب سيجد حظه لان العلم هو الذى به تنجلى الامور وتتحسن الوجهة . عصام البشير : العالم لم يستطع أن يتفق على تعريف الارهاب وأكد الدكتور عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الاسلامى أن العالم عبر منظومته الدولية لم يستطع أن يتفق على تعريف منظومة الارهاب وهو امر مقصود. وأستنكر لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول الارهاب والتطرف الطائفي في أفريقيا بحضور عدد من المفكرين والباحثين , استنكر ازدواجية المعايير في الصاق تهم فعل بعض أبناء الاسلام للاسلام نفسه لتشويه صورته, مثمنا جهود مجموعات الفقه كافة على تحرير مصطلح الارهاب الي مصطلح الردع لما جاء في الآية(واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) . وقال عصام :(إننا ندرك أن للارهاب أسبابا بعضها دينى يتمثل في الخلط في بعض المفاهيم), داعيا العلماء لتأصيلها وتنزيلها لأجل رد الشباب الى جادة الطريق , كما أن هناك أسبابا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية . واستنكرا ازدواجية المعايير والتحيز العالمي ضد قضايا الامة مبينا أنه و باستمرار الظلم فى العالم سيظل الارهاب والتطرف موجودين , داعيا الى انشاء تكتل عالمي للاجتماع عبره نصرة للمظلوم وكبحا لجماح الظالم. وأضاف أن التطرف موجود سواء كان دينيا اولا دينيا ويحاول اخراج الأمة من ارثها الحضاري , فالتطرف الديني واللاديني وجهان لعملة واحدة , مضيفا أننا لن نكون وسطيين ان لم نوفق في معالجتهما معا , داعيا أهل السنة الى ضرورة العمل على ترتيب البيت من الداخل, مجددا أننا نريدها وحدة راية وليس وحدة رأى تعزز المشتركات ونعزر بعضنا بعضا في الفرعيات لقيادة الامة لكلمة سواء لخدمة قضاياها. كما نادى الى ترجمة توصيات المؤتمر الي بنود عملية لتصحيح المسيرة وان تقدم عبر المساق التصحيحى لأن الامر يحتاج الى ارادة تعبير لترجمة هذه المعانى وان نحافظ على وحدة النسيج السني واحسان ادارة التنوع.