قال مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، إن الغارة الجوية التي استهدفت مخيم الكمونة للنازحين الواقع في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب الحدود السورية التركية يمكن أن ترقى إلى جريمة حرب. ودعا اوبراين الى اجراء تحقيق في الغارة. وقال المسؤول الأممي لبي بي سي "الشكوك تحوم مبدئيا حول الحكومة السورية، ونريد ان نتأكد بأنها او اي طرف آخر سيحاسب على هذا العمل المشين." واضاف ان مقترفي الحادث سيحاسبون. ووصف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن الهجوم على مخيم الكمونة كان "مرعبا"، واضاف "أن استخفاف نظام الاسد بالجهود المبذولة لادامة اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا اصبح واضحا للعيان." واعتبر البيت الأبيض أن الضحايا مدنيون أبرياء فروا من بيوتهم هربا من العنف. ولكن الجيش السوري نفى الجمعة ان تكون طائراته قصفت المخيم. وجاء في بيان اصدره الجيش ونقله الاعلام السوري الرسمي "لا صحة للأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام المغرضة حول استهداف سلاح الجو السوري مخيماً للنازحين في ريف إدلب." كما نفى الجيش الروسي ان تكون طائراته هي المسؤولة عن الغارة، والمح في بيان الى ان مسلحي "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم القاعدة ربما قصفوا المخيم. وقال ايغور كوناشنيكوف الناطق العسكري الروسي لوسائل الاعلام في بلاده "درسنا بدقة معلومات الرصد الجوي في تلك المنطقة في الرابع والخامس من ايار / مايو 2016، وتبين لنا عدم وجود اي تحليق لطائرات روسية او غيرها." وثمة شكوك قوية بأن الطيران السوري او الروسي كان المسؤول عن الغارة. ومضى البيان السوري للقول "تتوفر معلومات مؤكدة بأن بعض المجموعات الإرهابية بدأت في الآونة الأخيرة وبتوجيه من جهات خارجية معروفة بضرب أهداف مدنية بشكل متعمد لإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف المدنيين واتهام الجيش العربي السوري." وكان ثلاثون شخصا على الأقل قتلوا في الغارة الجوية التي استهدفت المخيم. من جانب آخر، قال نشطاء سوريون إن معركة شرسة بين قوات حكومية سورية ومجموعات من المعارضة المسلحة قرب مدينة حلب قُتل فيها حتى الآن أكثر من 70 شخصا. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أن مقاتلي جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة ومجموعات متحالفة معها استولوا على قرية خان طومان الاستراتيجية من القوات الحكومية. لكن الجيش السوري ينفي ذلك. وقال المرصد إن "43 من النصرة والمجموعات المتحالفة معها بمن فيهم قائد عسكري محلي، و30 من قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه قتلوا في هذه المعركة". وأشار إلى أن السيطرة على المنطقة والقرى المحيطة بها "يعني أن خطوط الدفاع للنظام السوري قد تراجعت". ويُفترض أن يسود في المدينة وقف لإطلاق النار بموجب التفاهم بين الولاياتالمتحدة وروسيا الهادف إلى تثبيت وقف إطلاق الذي تم التوصل إليه بين الولاياتالمتحدة وروسيا تمهيدا لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية.