طلاب : يشتكون من بطء الشبكة وثقلها وتخوف من عدم إكمال التقديم أولياء الأمور: يوجد تفاوت في عمولة البنوك ويصل ثمن الإستمارة من (40 ) إلى (70) جنيهاً مركز الدعم والإستجابة: استقبلنا في اليوم الأول أكثر من (7) آلاف مكالمة الإدارة العامة للقبول: الولايات تسيدت على المركز مركز المعلومات: التقديم الألكتروني حقق محاور الحكومة الألكترونية تحقيق: إيمان مبارك (smc) المقدمة: في ظل النظام العالمي الجديد الذي بدأت تتشكل أبعاده في ظل عالم تلاشت الحدود بين دوله بفعل النمو المتسارع لتقنيات وأدوات وأساليب الاتصال وانتشار المعرفة والتواصل على المستويين الفردي والجماعي وعلي هذا النهج كانت إنطلاقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في طرح مشروع التقديم الإلكتروني للجامعات واضعة في اعتبارها أن العنصر البشري هو محور الإهتمام والمدخل الأساسي للتنمية والتطوير. ورغم كل المزايا التي حظي بها التقديم الألكتروني منذ عامه الأول ومعالجة الأخطاء في العامين السابقين إلا أنه يظل هناك تساؤل مشروع وهو يخطو نحو عامه الثالث حول مدى نجاح التجربة وصمودها أمام تحدي التطبيق ومشاكل الأنظمة الإلكترونية (السيستم – السيرفر والدفع الالكتروني… الخ، إضافة إلى توفير الحماية اللازمة للنظام من القرصنة الألكترونية هواة ال(تهكير الموقع) هذا خلافاً لعدم وعي كثير من المواطنين لطريقة التقديم بينما اشتكى كثير من الطلاب وأولياء الأمور من زيادة عمولة البنوك ليصل ثمن الإستمارة من (40 ) إلى (70) جنيهاً في بعضها، ورغم كل التخوف والإرتباك الذي شعر به الطلاب في بداية التقديم إلا أن تجربة هذا العام تجاوز التقديم فيها من الدور الأول نسبة 116%.. المركز السوداني للخدمات الصحفية في هذا التحقيق وقف على تجربة التقديم الألكتروني في عامها الثالث فكانت الحصيلة التالية.. تخوف وترقب أكد كثير من الطلاب أن تجربة التقديم الإلكتروني هي تجربة ناجحة وحضارية إلا أنهم اشتكوا من بطء الشبكة وثقلها وبالتالي عدم تمكنهم من إكمال إجراءات التقديم مما يجعلهم متخوفين من عدم التسجيل حتى الزمن المحدد ويقول الطالب محمد عبد الغفار حتى اليوم السادس لم أتمكن من إكمال كافة إجراءات التسجيل دائماً ما تكون الشبكة بطيئة وعند اتصالي بالمسؤولين في مركز الدعم والإستجابة بوزارة التعليم العالي نصحوني بأن أكرر المحاولة في الفترات المسائية حيث تكون الشبكة أعلى جودة وغير مزدحمة هذا الأمر يجعلني متخوف من أن أخطيء في عملية التقديم وافقد بالتالي فرصتي في دخول الكلية التي اريدها. وتقول والدة إحدى الطالبات ابنتي شهادة عربية من السعودية وسددت في حساب بنك الإنماء المبلغ كما هو موضح في موقع الإدارة ولكن وبعد ما سجلت وأخدت رقم المتابعة وعندما قمت بإدخال بيانات الفاتورة وهي الرقم المرجعي للتحويل ورقم الحساب المحول منه اظهرت لي الشاشة ان (الرقم المرجعي ورقم الحساب المحول منه غير صحيح). ويزيد والد أحد الطلاب أن عمولة البنوك تفاوتت ما بين الخمسة جنيهات والعشرة جنيهات إلى الثلاثون جنيهاً ولم تختلف عمولة البنوك للشهادة العربية كثيراً عن ذلك وكان الأحرى أن تكون عمولة البنوك للشهادة العربية أكبر إذا اعتبرنا إن مشروع التقديم الألكتروني للجامعات جاء من منطلق تخفيف العبء عن الطلاب وتوفير الزمن والجهد والمال. وتضيف الطالبة هدى حسب الرسول لم أستطع أن أقوم بعملية التسجيل وذلك لأن الموقع لم يفتح معي وكل ما أحاول تأتي رسالة (لا يمكن الوصول إلى موقع الويب هذا)، فلا أدري ما هي المشكلة؟ مع العلم أن النت يعمل بصورة جيدة وقد قمت بتجربته في عدة مواقع (القوقل قروم – الانترنت اكسبلور – الفايرفوكس) لقد كررت المحاولة على عدة أجهزة في اللابتوب والكمبيوتر وأخشى أن تنتهي الفترة المحددة للتقديم والمقرر لها أسبوعين فقط. عمولة زائدة فيما أوضحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن عمولة البنوك للدفع للنظام التقديم الألكتروني حيث كانت عمولة بنك العمال والفرنسي وتنمية الصادرات والسلام وبنك فيصل (خمسة جنيهات) للشهادة السودانية والعربية على حد السواء ووضع بنك أم درمان الوطني مبلغ (عشرة جنيهات) بينما وضع البنك الزراعي عمولة (30) جنيهاً لكل من الشهادتين والإدخار (خمسة) جنيهات للشهادة السودانية و(30) جنيها للشهادة العربية والنيلين (عشرة) جنيهات للسودانية و(30) جنيها للشهادة العربية. ثقل الشبكة ويوضح محمد عبد الرحيم عبدالقادر -مركز الدعم والاستجابة أن مركز الدعم والاستجابة يقوم بتنوير الطلاب لعملية القبول عبر الرقم الموحد (2511) من كل الشبكات والعمل في المركز يسير بنظام الورديات على مدار ال (24) ساعة يتلقي استفسارات الطلاب في كيفية التقديم وكيفية ترتيب الرغبات أو أي مشاكل تلحق بعملية التقديم الاكتروني. واضاف أغلب البلاغات التي وردت إلى المركز كانت تشتكي من ثقل الشبكة فقد استقبلنا في اليوم الأول قرابة ال(7) آلاف مكالمة من جملة المتعاملين مع النظام في اليوم الأول البالغ عددهم أكثر من (35) ألف بينما كان عدد الذين أكملوا التقديم في اليوم الأول بلغ أكثر من (9) آلاف طالب وطالبة وكانت جملة المشاكل منحصرة في عدم ظهور أرقام الإستمارة أو التوريد عن طريق الرسائل أو نقاط البيع أو نوع القبول أو بعض الأشياء التي يطلبها النظام لهذا فإن الطالب يرجع لمركز الدعم والإستجابة مستفسراً ويتحصل على الرد الفوري في أي وقت. تلف الإستمارة ويضيف أبوعبيدة بشير حمد -الإدارة العامة للقبول نحن كوزارة لا ننظر للقبول بنظرة العملية الاجرائية ملء الاستمارة وإيداعها لدى موظف القبول وإنما توجد جوانب كثيرة مرتبطة بهذه العملية تشمل حركة الطالب من المنزل وحتى مركز القبول والتبعات المالية المصاحبة أضف إلى ذلك فإن بعد إستلام الإستمارة يعود الطالب أدراجه لأسرته ليدور الحوار الأسري لاختيار الكليات ثم العودة مرة أخرى إلى مركز القبول هذا الأمر يعرض كثير من الاستمارات إلى التلف ونقول إن الطالب السوداني كان يعاني من الإرهاق مادياً وجسدياً لهذا كان لابد أن يكون التقديم الأكتروني خيار يقتضيه واقع السودان المترامي الأطراف والذي لم يرتبط بشبكة كاملة للطرق. ويضيف أبوعبيدة قبل البداية الفعلية تم تجربة التقديم الأكتروني قبل ثلاث سنوات بعمليات تجريبية في بعض الولايات وكانت نسبة النجاح عالية ومحفزة للدخول في المرحلة التنفيذية وكان تخوف الطلاب في باديء الأمر من رداءات الشبكة وعدم استيعاب البنوك لهجمة الطلاب ولكن الإحصائيات التي رصدت في العام الأول أوضحت زيادة في العدد الطبيعي (10) آلاف طالب وطالبة.. أيضاً فإن الولايات خاصة الطرفية كان يعاني طلابها في القبول ولكن بالرجوع إلى إحصائيات الولايات في التقديم الأكتروني وجدنا الأعلى في تراتيبية التقديم كانت ولايات دارفور والنيل الأزرق والتي تعتبر ولايات هامش أصبحت متسيدة على المركز وأكثر شيء كان مثاراً للدهشة أن ولاية الخرطوم كانت هي الولاية الأخيرة في التقديم العام للعام الأول. أما بخصوص وجود أي عثرات في الشبكة أو أي عثرات أخرى، فكانت هي عثرات البنية التحتية للولايات وقد عملت الولايات على توسعتها إضافة إلى ذلك فإن وزارة الاتصالات ساهمت في رفع السعات هذا الأمر فتح شهية كثير من الولايات فجاء الإيصال الأكتروني والذي بدأ انطلاقته الأولى بالتقديم الأكتروني للجامعات ثم التقديم الأكتروني للحج والعمرة وبهذا يكون التعليم العالي قد عمل على تسريع وتيرة الإيقاع للحكومة الأكترونية. توفير المعلومات وقد كشف وليد المبارك مدير مركز المعلومات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تجربة التقديم الألكتروني قد حققت محاور الحكومة الألكترونية الثلاثة المتمثلة في علاقة الحكومة مع المواطن من خلال التعامل مع الطلاب بحيث مثلت الوزارة الحكومة والطلاب والمواطن ومحور الحكومة مع الأعمال، وأشار وليد إلى أن الوزارة هي أول جهة طبقت نظام إيصال (15) الألكتروني، وأضاف أن التقديم الألكتروني حقق أعمدة الحكم الرشيد المتمثلة في المؤسسية والشفافية والتشاركية ففي المؤسسية كان عبر التنسيق المتميز بين الوزارة ووزارة الاتصالات "المركز القومي للاتصالات – الهيئة القومية للاتصالات" وبنك السودان ووزارة المالية والداخلية والتربية والتعليم، والشفافية كانت واضحة في توفير كل المعلومات الممكنة عن القبول وإتاحة كل فرص التقديم للجميع في أي مكان وأي زمان عبر التقديم الألكتروني، أما التشاركية كانت بالتفاعل والإتصال مع الشركاء واطلاعهم على كافة المعلومات المتعلقة بالتقديم. وأشار وليد أن العام 2015-2016م شهد أول تجربة كاملة للتقديم الألكتروني حيث تجاوز التقديم في الدور الأول للعدد المتوقع بنسبة وصلت إلى 104% من العدد المتوقع وعكس ما توقع الكثيرون بأن تحتل ولاية الخرطوم المرتبة الأولى لما تتمتع به من إمكانيات إلا أنها احتلت المرتبة السادسة وجاءت الشمالية في المرتبة الأولى تلتها البحر الأحمر ثم نهر النيل ورابعاً النيل الأزرق وخامساً جنوب دارفون، معللاً أن هذا الترتيب يوضح مدى استيعاب مواطني الولايات لتجربة التقديم الالكتروني. ويضيف وليد هذا العام وبنهاية إجراءت التقديم للدور الأول لمؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية كان عدد الطلاب الذين اكملوا عملية التقديم (204166) طالبا وطالبة بنسبة (116%) بالمقارنة من المتوقع من النجاح ويقول وليد وقد تصدرت الدور الأول ولاية البحر الأحمر قائمة الولايات من حيث الأعداد المتقدمة مقارنة بالمتوقع من الناجحين بنسبة (143%) وجاءت الولاية الشمالية في المركز الثاني بنسبة (141%) وولاية نهر النيل في المركز الثالث بنسبة (136%) بينما تجاوزت كافة الولايات الأخرى نسبة (100%) من جملة الطلاب المتوقع تقديمهم في القبول العام . ويشير وليد في قراءة سير عملية التقديم لهذا العام مقارنة بالعام السابق أن هناك زيادة في أعداد المتقدمين هذا العام في الدور الأول عن العام السابق بلغت ( 30279) طالباً وطالبة وحافظت ولايات الشمالية والبحر الأحمر ونهر النيل على المراكز الثلاثة الأولى في نسب المتقدمين مقارنة بالمتوقع من الناجحين وأكملت كافة الولايات الربط المقدر لها من التقديم هذا العام بنسبة بلغت (116%) بينما كانت العام السابق (102%). من المحرر: إن إستبدال التقديم التقليدي الورقي بالتقديم الألكتروني قد عمل على تقليل نسبة الخطأ حيث لم تتعد نسبة الخطأ 1%، كما أوضح ذلك تقييم بعض الخبراء إضافة إلى الإستفادة من مواكبة الثورة الألكترونية التي تعمل على الاستفادة من الجهد والوقت وإذا وضعنا في الاعتبار مؤشراً مهماً وهو أن تقديم الطلاب للجامعات عبر التقديم الأكتروني هو أحد ركائز الحكومة الألكترونية كل هذا الأمر لا يوجد عليه خلاف وإن كانت التجربة لم تخل من ربكات وهنات خاصة فيما يتعلق بتسديد الرسوم والشكاوى من الطلاب حول رداءة شبكة الإنترنت في بعض المناطق هذا الأمر إن كنا لا نعتقد أنه شكل عقبة كبرى أمام التقديم الذي تجاوزت نسبة التقديم فيه للإعداد المتوقعة إلا أن ما تحمله إعلان نتيجة القبول غداً وما تسفر عنه الشكاوى والبلاغات التي يدونها الطلاب قبيل إعلان القبول للدور الثاني ستكون هي الفيصل في إكتمال نجاح التجربة.