الحكومة جاهزة للتوقيع النهائى مع التجمع فى القاهرة فى التاريخ المشار اليه ** المنظمة الدولية ليست حريصة على تحقيق السلام فى السودان بقدر حرصها على تمرير أجندة أخرى * كيف تنظر للمواقف المتشددة لمنظمة الاممالمتحدة ولماذا هذا التشدد في هذا الوقت؟ - الشئ الذى يدعو للاسف يلاحظ ان الاممالمتحدة التى كان مطلوبا منها ان تساعد وتدعم مسيرة السلام فى السودان خلال تعاملها مع ملف السودان في الحقب الماضية كانت تدلى بتصريحات تخالف الافعال وفي الوقت الذي يتحدث فيه العالم اجمع عن ان حكومة السودان كانت متسامحة مع كل الذين حملوا السلاح في وجهها واعترفت بطبيعة المشاكل القابلة للمعالجة والحل وعكفت علي دراسة هذه المشاكل وعلى اعلي مستويات القيادة في حين ان هناك العديد من الدول في المنطقة لاتعترف بمشاكل شعوبها ولا تعترف بالمعارضات الا ان كل هذا لايجد التقدير من الاممالمتحدة ولكن يبدو وكأن الامر محاولة للضغط على الحكومة وتجريمها بصورة دائمة وهذا يعطي انطباعا بان اجهزة الاممالمتحدة ليست حريصة لتحقيق السلام بقدر ماهي حريصة علي تمرير اجندة بعض القوى الدولية وهي اجندة غير معلومة بالنسبة لشعوب هذه المنطقة لذلك جاءت اشارة الامين العامم للمؤتمر الوطني امام البرلمان انه في الوقت الذي تتحدث فيه جميع المنابر عن تحقيق السلام والمصالحة والنتائج الايجابية يتحدث كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة عن العقوبات والذي يتتبع لمسيرة كوفي عنان في تعامله مع ملف السودان خاصة فيما يتعلق بملف دارفور كان دائما يستبق كل جولة من جولات التفاوض او اى مرحلة من مراحل التلاقى بين الحكومة وحركات التمرد في دارفور بتصريحات تعطي اشارات سالبة في نتائجها النهائية كانت دائما تسفر عن فشل جولات التفاوض مع المتمردين فهل هذا هو الدور المرتجي من الاممالمتحدة ام ان المنظمة مطلوب منها دور غير هذا.....مع الوضع في الاعتبار ان اجهزة الاممالمتحدة موجودة على ارض الواقع وتدرك الحقائق بصورة مباشرة وتصريحات الامين العام نفسه عندما زار السودان تختلف تماما عن تصريحاته بعد ذلك وبالتالي حق المراقب العادي ان يتشكك في الطريقة التي يدير بها الامين العام كوفي عنان ملفات السودان المختلفة وخاصة ملف دارفور. * اذا يادكتور هل يمكن ان نعتبر هذا التشدد بمثابة التنصل من الوعود التي وعدت بها المنظمة بمجرد التوقيع على اتفاق السلام؟ - الشئ الذي كان متوقعا من الاممالمتحدة بعد وفاء السودان بالتزاماته المتعلقة بادارة الحوار حول هذه القضايا والوصول لنتائج حولها ان تفي الاممالمتحدة وان تحمل الآخرين من اعضاء المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماتهم التي وعدوا بها في حال التوقيع علي اتفاق سلام نهائي وان السودان موعود بتوفير الدعم اللازم لتحقيق السلام .... السودان لاينتظر منهم هذا الدعم لان اداء الاممالمتحدة لايشير بذلك ولكن ينتظر ان ترفع الاممالمتحدة واجهزتها ما كانت تفرضه من عقوبات علي نيل السودان لاستحقاقاته المستحقة بحكم عضويته ومساهمته في اجهزة الاممالمتحدة وبالتالى يستوفي ماله وقد اوفى ما عليه وهذه تعتبر اشارة خاطئة للمجتمع الدولي ان اجهزة الاممالمتحدة يمكن ان تعطي بعض الوعود وتتنصل عنها وليس فقط تتنصل ولكن تدفع بعقبات جديدة وكان الاجدر بالاممالمتحدة ان تسكت حينما فشلت في ان تفي بالتزاماتها ولكن ان تحيل عجزها عن الوفاء بالتزاماتها الي تعقيدات اضافية وان السودان لم تقل انه لايستحق ما التزمت به اجهزة المنظمة ولكن ان يعاقب على ذلك ويعاقب في مواد ينتظر فيها ان تكون السبب في معالجة القضايا التي تسببت في الحرب اصلا مثل التنمية والبنيات الاساسية وغيرها والحديث المتكرر عن فرض عقوبات نفطية علي السودان بالضرورة يعني تجويع وحرمان الشعب السوداني وحرمان الاقتصاد السوداني من موارد اساسية تم الاتفاق علي حلها فى هذه الاتفاقية. * ما تقوم به المنظمة الاممية حاليا في تقديرك هل يمكن ان يقود لفرض عقوبات علي السودان؟ - من الواضع ان التصريحات التى ترد من الامين العام وبعض اعضاء الادارة الامريكية تصريحات معزولة بدليل انها عرضت اكثر من مرة على اجهزة مجلس الامن ولم تتم الموافقة عليها، المجتمع الدولي فيه من الاعضاء الفاعلين الذين يدركون الحقائق وطبيعتها علي الارض لذلك كان موقفهم باستمرار موقف الرافض لهذه المواقف المتشددة والغير مفهومة وفي هذا الصدد نذكر الصين وروسيا والجزائر والباكستان ونشكرها على مواقفها المستمرة في دعم الحق السوداني والاطلاع على الوقائع والتعرف على المعلومات من مصادرها الاساسية وبناء مواقفها بمعزل عن هذا التشدد الذي يقوده الامين العام للامم المتحدة وبعض قيادات الكونغرس الامريكي. * اذا ما ساندت بعض الدول الاممالمتحدة ودعمتها في تبجح في فرض عقوبات على السودان ما تأثير ذلك على اتفاقية السلام؟ - مؤكد ان تأثير ذلك سيكون سالبا على اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه وبالتالي علي تنفيذه، رغم ان السودان خلال السنوات السابقة قام بترتيب اوضاعه لتنمية وتطوير موارده بغض النظر عن مواقف الآخرين تجاهه وكان الشاهد علي ذلك ان السودان في ظروف المقاطعة والحصار والعقوبات والحرب استطاع ان يستخرج البترول الذي عجزت الحكومات السابقة على استخراجه لكن قطعا اعطاء انطباع مثل هذا عن ان الاممالمتحدة غير راضية عما يجرى في السودان لن يساعد كثيرا في تحقيق السلام، نحن توجهنا قوى نحو انفاذ هذه الاتفاقية ولتحقيق السلام وكنا نأمل ان تكون اجهزة الاممالمتحدة والمجتمع الدولى معينة ومساعدة على ذلك.....على كل توجه الحكومة تجاه انفاذ الاتفاقية وانزالها لارض الواقع اتجاه قوي بصرف النظر عن مواقف الآخرين تجاهها. * ماذا عن تطورات الاوضاع في دارفور وجولة ابوجا المقبلة وماهو تعليقك على التحذير الذي اطلقه الرئيس التشادي ادريس دبي ومناشدته للاطراف كافة بالجدية بغية التوصل لحل عاجل؟ - الاتصالات التى تمت خلال الفترة الماضية وتأسست على اتفاقية السلام تعتبر مؤشرات ايجابية يمكن ان تساعد على نجاح الجولات القادمة لكن المؤشرات السالبة التى تأتى من الاممالمتحدة وبعض اعضاء الادارة الامريكية يمكن ان يؤدى الى ما تخوف منه الرئيس ديبي من انفجار الوضع فى دارفور باعتبار ان هذه الاشارات السالبة وهذا الدعم الدبلوماسي والسياسي غير الموفق لحركة التمرد لن يحملها للوصول الي نتائج للوصول لسلام في دارفور وسيزيد هذا من معاناة المواطنين في دارفور وفي هذه الحالة تتحمل الاممالمتحدة واجهزتها والجهات الداعمة للتمرد المسئولية كاملة في اي توترات يمكن ان تحدث في دارفور رغم ان هناك مؤشرات قد تساعد على ازالة ذلك التوتر بما تم التوصل اليه في اتفاق السلام الحالى فى نيروبي. * تعثر انعقاد اجتماعات قيادة هيئة التجمع واثر ذلك على سير مفاوضات القاهرة؟ وهل الاجتماعات في القاهرة قائمة في الموعد المحدد لها الثالث عشر من فبراير الجارى؟ - هيئة قيادة التجمع كان يفترض ان تعقد اجتماعها في اواخر الشهر الماضي لكن يبدو ان الترتيبات لم تكتمل ومن المتوقع ان تعقد الاجتماعات في اسمرا في منتصف الاسبوع الاول من فبراير وهذا الاجتماع ربما ينظر في اتفاقية القاهرة واجازتها في صورتها النهائية .الحكومة على استعداد للتوقيع النهائى وفقا للتاريخ المحدد في الثالث عشر من فبراير تم تشكيل اللجنة التي تم الاتفاق عليها في المحضر الذي تم التوقيع عليه في القاهرة الشهر الماضي والآن اللجنة جاهزة للجلوس مع الطرف الآخر لتكملة الموضوعات التي احيلت اليها ليكون الاتفاق جاهزا للتوقيع والنائب الاول برنامجه مرتب للمشاركة في هذا التوقيع في الموعد المحدد. * ماذا عن الحملة التنظيمية والبناء التنظيمي داخل المؤتمر الوطني ليواكب المرحلة القادمة مرحلة ما بعد السلام؟ - منذ ان لاحت بشائر السلام منذ سنة ونصف او اكثر المؤتمر الوطني بدأ يراجع في كل السياسات والبرامج والهياكل التنظيمية لتتناسب مع المرحلة القادمة ما بعد السلام وكانت جلسة مجلس الشوري في دورة انعقادها السادسة في اغسطس العام الماضي قد نظرت في ورقة حول هذا الموضوع وعكفت الامانة العامة على مراجعة هذه الورقة وتقويمها بناء على الملاحظات التي ابداها اعضاء مجلس الشوري وعرضت علي المكتب للوصول للنتائج الايجابية والحكومة مازال التزامها في الوصول الى نتائج نهائية اتجاه قوى لان ذلك اتجاه الحكومة تجاه مواطنيها وستنفذ هذا البرنامج. *نقلا عن الأنباء السودانية