دخل عدد غير مسبوق من اليهود إلى الكونجرس الأمريكي خلال دورته الجديدة ال110، محتلين أهم المناصب، وهو ما اعتبره محللون ضمانة أكيدة لتأييد أمريكي مثالي لإسرائيل. وقال دوج بلومفيلد المدير القانوني السابق للجنة الشئون العامة الإسرائيلية الأمريكية في تصريحات لصحيفة "جيروزاليم بوست" الأمريكية "هناك عدد غير مسبوق منهم (اليهود) في الكونجرس، سيتولون عدة مناصب قيادية في كل من المجلسين (مجلس النواب والشيوخ)". وانضم 6 نواب جدد من اليهود والتابعين للحزب الديمقراطي المسيطر حاليا على مجلسي الكونجرس إلى المجلسين، وذلك بالإضافة إلى 37 نائبا يهوديا كانوا متواجدين بالفعل في الدورة الماضية، مسجلين أكبر عدد من النواب اليهود بالكونجرس في تاريخه. وسيحتل النواب اليهود العديد من المناصب الرئيسية في لجان الكونجرس، فعلى سبيل المثال سيتولى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب "توم لانتوس" أحد الناجين من محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية. وعن هذا يقول "مات بروكس" المدير التنفيذي للتحالف اليهودي الجمهوري "احتلال شخص مثل لانتوس والذي يدافع بشدة عن إسرائيل، أمر رائع للغاية بالنسبة ليهود الولاياتالمتحدة". جاري اكرمان النائب اليهودي هو الآخر من المقرر أن يتولي رئاسة اللجنة الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والتابعة للجنة الشؤون الخارجية، وتنافسه في ذلك نائبة يهودية أخرى هي بربرا بوكسر، كما سترأس اليهودية نيتا لوي لجنة فرعية تابعة للجنة المخصصات المتعلقة بالمساعدات الأجنبية، ومن المقرر الإعلان عن تلك التعيينات خلال الأيام القليلة القادمة. واعتبر محللون أن إسرائيل ستضمن بهذه الهيمنة اليهودية على المناصب الهامة بالكونجرس الدعم الأمريكي المثالي لها، فإضافة إلى هؤلاء النواب اليهود هناك نواب غير يهود موالون للدولة العبرية منهم رئيسة مجلس النواب النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد، وزعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيني هوير. النساء أيضا نانسي نجحت في أن تكون أول رئيسة لمجلس النواب النساء أيضا كان لهن تمثيل غير مسبوق بالكونجرس في دورته ال110، وترأس مجلس النواب نانسي بيلوسي، لتصبح أول امرأة في تاريخ الولاياتالمتحدة تشغل هذا المنصب، وتصبح أيضا ثالث شخصية في الدولة. ويتجاوز عدد النساء السبعين في مجلس النواب و16 في مجلس الشيوخ وهو تمثيل لا سابق له. كما يضم الكونجرس الجديد أول مسلم في تاريخه هو كيث إيليسون الذي أقسم اليمين على مصحف كان يعود لثالث رؤساء الولاياتالمتحدة توماس جيفرسون. وتعرض إيليسون لهجوم لخططه في استخدام القرآن بدلا من الإنجيل في أداء اليمين. مستنقع العراق واستعاد الديمقراطيون سيطرتهم على الكونجرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ للمرة الأولى منذ 12 عاما، وسط تصميم من جانبهم على محاسبة إدارة الرئيس جورج بوش بشأن "المستنقع العراقي والعمل على برنامج اقتصادي واجتماعي طموح". ويكرس بدء الدورة البرلمانية قدوم شخصيتين سياسيتين معارضتين بشدة للرئيس بوش هما نانسي بيلوسي وهاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية الجديد في مجلس الشيوخ. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن بيلوسي قولها بعد أن أقسمت اليمين: إن "الانتخابات التي جرت في نوفمبر والتي جاءت بالحزب الديمقراطي إلى السلطة في الكونجرس الأمريكي معناها أن الأمريكيين يريدون تغييرا في الاتجاه". وأضافت في أول كلمة تلقيها في المجلس "إن الشعب الأمريكي يرفض تعهدا مفتوحا بحرب (تقصد حرب العراق) لا نهاية لها"، مؤكدة على أن "العراقيين يجب أن يبذلوا المزيد من الجهد للدفاع عن أنفسهم". ودعت الرئيس جورج بوش إلى العمل على تعزيز الاستقرار ووضع خطة لسحب القوات الأمريكية من هناك. وتابعت قائلة: "نحن متحدون في شعورنا بالاعتزاز وفي صلواتنا من أجل الرجال والنساء الذين يخدمون في القوات المسلحة. نعمل معا لحماية أمريكا، وسنعمل معا في هذا المجلس لبناء مستقبل جدير بتضحياتهم". كما يعتزم النائب كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاستماع لوزير الدفاع الجديد روبرت جيتس ومسئولين آخرين، بينما يتوقع أن يعلن بوش إستراتيجيته الجديدة في العراق الأسبوع القادم. وأدى نحو 500 من أعضاء الكونجرس -انتخبوا أو أعيد انتخابهم حيث شكلوا ثلث أعضاء مجلس الشيوخ المائة وكل أعضاء مجلس النواب (435 مقعدا) -اليمين الدستورية الخميس 4-1-2007 في احتفال رسمي. وبعد إزاحة الجمهوريين المنتمين لحزب بوش في انتخابات الكونجرس التي أجريت في نوفمبر 2006 توعد الديمقراطيون بالضغط من أجل انسحاب مرحلي للقوات الأمريكية من العراق، وتضييق الهوة بين الأثرياء والفقراء في الولاياتالمتحدة، والعمل على تطهير الكونجرس الذي اهتز بفعل عدة فضائح بينها فضائح جنسية. ووصل عدد الأمريكيين الذين قتلوا منذ الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 إلى أكثر من 3 آلاف جندي.