أعلن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية إلتزامٌه بمتابعة تنفيذ توصيات الحوار المجتمعي ضمن (الوثيقة الوطنية) المرتقبة، والتي تمثل حصيلة توصيات الحوار الوطني بشقيه السياسي والمجتمعي، فضلاً عن مخرجات إصلاح أجهزة الدولة. وأشار الي أن الوثيقة الوطنية تشكل الركيزة الأساسية التي سنبنى عليها مستقبل البلاد بإقامة الدستور الدائم وتحقيق الاستقرار السياسي والنهضة الشاملة. وتسلم المشير عمر ال بشير رئيس الجمهورية خلال الجلسة الختامية للجمعية العمومية للحوار المجتمعي بقاعة الصداقة الاثنين وثيقة الحوار المجتمعي . وغطت توصيات الوثيقة أحد عشر محوراً تضمنت الهوية ومطلوبات التوافق الوطني والأهداف والسياسات ومنظومة القيم والحريات ومطلوبات تحقيق التوافق الوطني والمصالح الاقتصادية ومعاش الناس ومرتكزات الادارة والحكم الرشيد والعلاقات الخارجية والثقافة والتعليم والرياضة وآليات المشاركة الشعبية. ووصف البشير في كلمته الإثنين أمام الجلسة الختامية للجمعية العمومية للحوار المجتمعي ، الحوار المجتمعي بانه فرصةً تاريخيةً وتمريناً شورياً وديمقراطياً حقيقياً لتقوية الشراكة بين المجتمع والدولة، وتمكين المجتمع ليتقدم على الدولة. واعتبر الاحتفاء بنتائج الحوار المجتمعي وسعة المشاركة التي حققها، وما خلص إليه من وثيقة اتصفت بشموليةِ توصياتِها الموضوعية والشفّافة أمراَ مشرفاً . وأوضح أن وثيقة الحوار المجتمعي أكدت نجاحَ مشروع (الوثبة) حيثُ تتكامل توصياتُها مع التوصيات التي تحققت في مسارات (الوثبة) الأخرى، الأمر الذي يجعل من (وثيقة الحوار المجتمعي) محل ترحيب. استيعاب مختلف القطاعات وأكد البشير أن لجان الحوار المجتمعي تم تشكيلها لتستوعبَ مختلف قطاعات السودانيين بتباين مواقفهم السياسية وانتماءاتِهم الحزبية في العديد من دولِ العالم. وامتدح حرص اللجان القومية للحوار المجتمعي، ووفودها للولايات، وللسودانيين خارج البلاد، على إبراز الدور الرائد للمجتمع المدني بكافة شرائحه في طرح الحلول للمشكلات الاجتماعيةِ والاقتصادية والسياسية، وتطوير قيم الشورى والديمقراطية داخل المجتمع ونجاحها في إدماج فئاتِ المجتمع في هذا الحوار والذين تداولوا بروحٍ اتسمتْ بالصدق وبالرغبة الوثابة للتوافق على قضايا حسبها البعض مواطن خلافٍ واختلاف. دعوة الحركات للحوار وجدد البشير الدعوة للقوى السياسية والحركات المسلحة التي لم تشارك في الحوار الوطني لتحكيم صوت العقل والانضمام لمسيرة الحوار الوطني وترك الحرب والصراعات التي أقعدت بالبلاد عن ركب التطور والإزدهار باعتبار أن السودان يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها الوئام والمحبة والسلام والتصالح الوطني. وقال البشير إنه سيولي وثيقة الحوار المجتمعي الإهتمام الذي تستحقه معربا عن شكره وتقديره لمابذله أعضاء الحوار المجتمعي من جهود متعاظمة ومقدرة تضع البلاد في الطريق الصحيح . نجاح إصلاح الدولة وأكد البشير نجاح تنفيذِ برنامجِ إصلاح أجهزة الدولة على النحوِ الذي خطط له مبينا أن البرنامج سوف يستكملُ مرحلته التأسيسية في نهاية ديسمبر المقبل مع الأخذ في الاعتبار أنَّ الإصلاحَ عمليةٌ مستمرةٌ، تستلزم الإستجابة للتحدياتِ الناشئة والمستجدةِ في ظل المتغيرات المتواترة . وأضاف أن الحوارُ المجتمعي بمثابةِ المسار الثالثِ لتنفيذ مشروع الوثبة عبر لجانه الست القوميةٍ التي إنصبت أعمالُها على الدراسةِ والتداولِ والتفاكرِ بمشاركةِ مختلف مكونات المجتمع، وفئاتِه للخروج بتوصياتٍ راشدة تعالج قضايا المجتمع والدولة مبينا أن القضايا التي ناقشها شملت السلامَ، والوفاقَ الوطني، الإدارةَ والحكمَ الرشيد، الانتاجَ ومعاشَ الناس ، الهويةَ والمواطنة والحرياتِ السياسية والاجتماعية، فضلاً عن قضايا الثقافةِ والفنونِ والتعليمِ والرياضةِ والعلاقات الخارجية وأشار البشير الي أن الاختلافَ حولَ تلك القضايا وتباين المواقف حولها هو ما يمسك بخناق المجتمع منذ نيل البلاد لإستقلالها وحتى تاريخنا الراهن . وشدد علي أن الهدف من إدارة الحوار المجتمعي هو التعرف على وجهاتِ نظرِ مكونات البنية الإجتماعية، لتعزيزِ القدرةِ على قبول الحلول الوسطية للمواقف المتباينة تجاه مشكلات البلاد المتنوعة والمسكوتِ عن بعضها أمداً طويلاً آملا في الوصول إلى رؤية قومية مشتركة.