الراية القطرية اكتسبت الزيارة الرسمية التي قام بها سعادة الفريق سلفا كيرمارديت النائب الاول للرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان لدولة قطر والتي استغرقت يومين والمباحثات التي اجراها مع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي اهميتها من الاهتمام القطري المتزايد بالاستقرار في السودان بعد توقيع اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب ورغبة دولة قطر الأكيدة في قيام سودان موحد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.ولذلك جاءت تصريحات الفريق كير مؤكدة علي هذه المعاني وان قوله بأن محادثاته مع سمو الأمير المفدي كانت جيدة ومثمرة تؤكد علي الاهمية التي توليها القيادة القطرية للوضع بالسودان واهمية تحقيق الاستقرار فيه وان ذلك لن يتحقق الا برغبة وعزيمة مشتركة من طرفي اتفاقية السلام. مما لا شك ان العلاقات القطرية السودانية قد شهدت استقرارا طوال الفترة الماضية كما انها تميزت بالمتانة بسبب رغبة قيادتي البلدين وحرصهما علي تطويرها بالتنسيق المشترك، وان دولة قطر قد لعبت دوراً هاماً علي مدي عقود في دعم الاستقرار بالسودان من خلال دعم مواقف وقضايا السودان في المحافل الدولية والاقليمية حتي علي مستوي مجلس الامن من خلال عضويتها فيه. هذه الزيارة والتي تعد الاولي للنائب الاول للرئيس السوداني لدولة خليجية والثالثة عربيا بعد مصر والاردن تؤكد ايضا الاهتمام الذي توليه القيادة السودانية سواء كانت بالشمال او الجنوب لدور واهمية دولة قطر، وانها جاءت عرفانا وتقديرا للدعم الذي ظلت دولة قطر تقدمه للسودان في سبيل تنمية الاقتصاد ومشاريع اعادة الاعمارودعم اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان. ومن هذا المنطلق كان محور المحادثات خلال الزيارة قد شمل دعم مشاريع اعادة اعمار جنوب السودان في مجال التعليم والصحة والاقتصاد اضافة الي مجالات الاستثمار باعتبار ان جنوب السودان الذي عاني من حرب أهلية دامت عقدين من الزمان في حاجة ماسة لاعادة الاعمار وان الدول العربية رغم انها كانت قد التزمت بتوفير 450 مليون دولار لصندوق الاعمار الا ان هذا الالتزام مجرد وعود وان زيارة كير للدوحة تمثل بداية تنفيذ الالتزام العربي تجاه الجنوب. ان مشاريع اعادة اعمار جنوب السودان تمثل مدخلا هاما للاستقرار ولوحدة السودان وان هذان الهدفين لن يتحققا الا بتنفيذ الالتزامات الدولية والعربية بتوفير التمويل لدعم مشاريع الاعمار لتمكين الطرفين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان من الإيفاء بالتزامات السلام بجعل الوحدة جاذبة بين الشمال والجنوب، ولذلك فان الخلافات الطارئة التي ظهرت علي السطح بين الشريكين وادت الي تبادل الاتهامات بشأن تعويق تنفيذ الاتفاقية يجب الا تكون مدخلا للعودة للمربع الاول باعتبار ان الاتفاقية اصبحت التزاما واجب التنفيذ.