رفض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم (السبت) خطة السلام الجديدة التي اقترحها المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ، معتبرا أنها "مكافأة للانقلابيين"، في إشارة إلى الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، حسب وكالة الأنباء اليمنية ((سبأ)) التابعة للحكومة. وقالت الوكالة إن الرئيس هادي قال خلال لقاء اليوم مع المبعوث الأممي إلى اليمن إن "ما يقدم اليوم من أفكار تحمل اسم خارطة الطريق، وهي في الأساس بعيدة كل البعد عن ذلك، لأنها في المجمل لا تحمل إلا بذور حرب، إن تم استلامها أو قبولها والتعاطي معها على اعتبار أنها تكافئ الانقلابيين وتعاقب في الوقت نفسه الشعب اليمني وشرعيته". وتابع أن هذه الأفكار تأتي "على العكس تماما" من الرؤى المقدمة من المبعوث الأممي خلال جولات المشاورات السابقة، والتي كانت "تهتدي وتتبع ولو اليسير من المعقول والمنطق" رغم "عدم شموليتها على ما يفترض أن يكون اتساقا وانسجاما مع المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216". وأضاف "أن الشعب اليمني الذي ندد بتلك الأفكار أو ما سمى بخارطة طريق تأتي ليقينه بأنها ليست إلا بوابة نحو مزيد من المعاناة والحرب وليس خارطة سلام أو تحمل شيء من المنطق تجاهه". وقالت الوكالة إنه خلال اللقاء، الذي جرى بحضور نائب الرئيس علي محسن صالح، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، ورئيس الوفد الحكومي في المشاورات وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، "عبرت قيادة الدولة كافة عن عدم قبولها أو استيعابها لتلك الرؤية والأفكار". وتمنوا على المبعوث الأممي "أن يكون مدركا ومستوعبا لمتطلبات السلام في اليمن، الذي لن يتأتى إلا بإزالة اثار الانقلاب والانسحاب وتسليم السلاح وتنفيذ ما تبقى من الاستحقاقات الوطنية المؤكد عليها في مرجعيات السلام". وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن الثلاثاء الماضي أنه سلم الحوثيين وحلفاءهم في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح "مقترحا" جديدا لحل شامل للنزاع الدائر في البلاد. ولم يقدم ولد الشيخ حينها أية تفاصيل بشأن فحوى ومضمون المقترح. لكن مصادر إعلامية محلية تحدثت عن أن خطة السلام الأممية الجديدة تتضمن تعيين نائب توافقي للرئيس عبدربه منصور هادي خلال 30 يوما من توقيع اتفاق سلام، وانسحاب الحوثيين من ثلاث مدن رئيسية هي صنعاء وتعز والحديدة. وبموجب الخطة، يقوم الرئيس هادي بعد ذلك بنقل صلاحياته إلى نائبه المعين، بما يمكنه من تشكيل حكومة وحدة وطنية، حسب المصادر. ورعت الأممالمتحدة ثلاث جولات من مشاورات السلام في اليمن، لكنها لم تفلح في وضع حد للنزاع الدائر في البلاد عبر نقاط اتفاق جوهرية. ويشهد اليمن معارك مستمرة منذ مارس من العام 2015 بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية من جهة والحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس اليمني السابق من جهة أخرى وسط أوضاع إنسانية صعبة.