الخرطوم(smc) كثرة فى الاونة الاخيرة التهديدات الى السودان بالمزيد من العقوبات الاممية، فى حال فشل فى السماح بادخال القوات الدولية الى دارفور كما يطالب العديد من الدول الغربية بحجة حماية المدنيين وتسهيل ايصال المساعدات الانسانية بعد ان فشلت قوات الاتحاد الافريقى هناك من توفير الامن وحفظ السلام الهش فى المنطقة، والتهديدات للسودان ليست جديدة لكن نبراتها ترتفع وتنخفض حسب استجابة السودان للضغوط المتصلة، والتصعيد الاخير فى التهديدات من الدول الاوربية يكشف الى اي مدي بات ثبات السودان على موقفه الرافض لدخول القوات الدولية مخيبا للآمال الغربية فى دخول سلس بقواتها الى السودان توطئة لتنفيذ اجندتها الاستعمارية المعلنة والمستترة، حيث هددت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا، السودان «بأشد العقوبات» اذا لم «يمتثل في النهاية» لقرارات الاممالمتحدة لإنهاء النزاع في دارفور. وقالت ميركل في خطاب بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الاوروبي امام قادة الدول الاوروبية في برلين محذرة «ندعو الرئيس عمر البشير الى الامتثال لقرارات الاممالمتحدة. وأقولها بوضوح: علينا ان نبحث في عقوبات اشد». وقالت ميركل «فلنفكر، بمناسبة هذا اليوم، في سكان دارفور حيث المعاناة لا تطاق». وحتى تكتمل حلقة الضغط المتواصل أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن دعمه لفرض عقوبات أشد على السودان، مشيرا الى ان الوضع في دارفور غير مقبول بالمرة ووصفه بأنه اختبار لإرادة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي. وفي مؤتمر صحافي قبيل انتهاء الاحتفالات في برلين قال بلير «إن العنف والوحشية مستمران». كما دعا بلير إلى فرض حظر على الطيران فوق دارفور لمنع سلاح الطيران السوداني من استهداف اللاجئين. والحملة الدولية ضد السودان حشدت اصوات الساسة والمبدعين فى محاولة للتأثير على الرأى العام العالمي واستمالة تأييده لأية محاولة لإستخدام القوة فى دارفور، حيث ندد 10 أدباء ومفكرين أوروبيين بانشغال القادة الأوروبيين بإحياء الذكرى الخمسين لمعاهدة روما أكثر من اهتمامهم بفرض عقوبات صارمة على السودان لما يرتكبه في دارفور. وفي رسالة نشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية تساءل المفكرون "كيف نتجرأ نحن الأوروبيين على الاحتفال بأنفسنا في نهاية هذا الأسبوع في حين يجري قتل الناس الأكثر فقرا وضعفا في السودان على بعد كيلومترات إلى الجنوب في قارة أخرى".ووقع الرسالة الكاتبان الألماني جونتر جراس والبريطاني هارولد بنتر، وكلاهما حائز على جائزة نوبل للأدب، والكاتب الإيطالي أومبرتو إيكو، والممثل والمخرج الإيطالي داريو فو، وزوجته الممثلة المسرحية فرانكا رامي، وعالم الاجتماع الألماني يورجن هابرماس، والكاتب المسرحي والرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل، والشاعر الأيرلندي سيموس هيني، والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، والكاتب البريطاني توم ستوبارد.وكتب الموقعون أن الأجدر بالاتحاد الأوروبي الذي يحتفل في ألمانيا بذكرى تأسيسه، أن يتخذ موقفا مبدئيا حازما لإنهاء الفظاعات في دارفور. الى ذلك ناشد الممثل العالمي جورج كلوني المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل مجددا العمل من أجل التوصل إلى حل في دارفور. وأثنى كلوني في خطابه الذي نشر في برلين على جهود المستشارة ودور ألمانيا الرائد في محاولة التوصل إلى حل للصراع في الاقليم بالإضافة إلى الخدمات الانسانية التي تقدمها هناك. وأشارت وكالة الانباء الالمانية الى ان نجم هوليود حث رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي على مناقشة الاوضاع في دارفور قائلا إن الوقت قد حان لإعطاء دفعة لفرض «أغلظ العقوبات» لإنهاء المعاناة في الاقليم. من جانبها قللت الحكومة السودانية من اهمية الحملة البريطانية الالمانية، واعتبرتها ضغوطاً «غير مجدية». ورأت أن لغة التهديد لن تجدي، داعية الدول الغربية إلى «حوار مفيد ومثمر» لتسوية القضايا العالقة.