نقلا عن الصحافة بدأت في أنحاء السودان كافة أمس امتحانات الشهادة الثانوية وسط اجراءات أمنية مشددة لمنع تكرار ما حدث قبل أكثر من ثلاثة أعوام بمدينة الطينة عندما هاجم عدد من المسلحين أحد مراكز الامتحانات مما أدى إلى تسريب الأوراق ومنذ ذلك الوقت عمدت الحكومة سنوياً على تشكيل لجنة عليا لتأمين الإمتحانات من الجهات المختصة (الداخلية، الحكم الاتحادي، الأمن، التعليم العام والعالي)، كما تتكون لجان تأمينية بكل ولاية، وسبق عقد الامتحانات هذا العام العديد من الاجتماعات للجنة العليا برئاسة وزير ديوان الحكم الاتحادي عبد الباسط سبدرات كما اجتمع نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه باللجنة الشهر الماضي للوقوف على جملة الأوضاع. والمعروف أن عمل اللجنة يتطلَّب توفير الحماية الأمنية والتحوطات اللازمة في جميع مراكز الامتحانات بالتركيز على الولايات المتأثرة بالتفلتات الأمنية ورغم التطمينات التي تبثها الحكومة إلا أن الأمر حالياً لا يخلو من التخوف لتكرار أحداث الطينة، فالحركات المسلحة الرافضة لاتفاق أبوجا ما زالت تحمل السلاح وتسيطر على أجزاء من دارفور وتهدد بقطع الطريق أمام أعمال الحكومة حتى وإن كانت امتحانات الشهادة الثانوية (هكذا يقال) إلا أن الحركات المسلحة رفضت الاتهام بل أكدت على لسان القيادي بحركة تحرير السودان جار النبي عبد الكريم الذي أفادني عبر الهاتف أمس بطلان هذه الاتهامات وفند ذلك بقوله إن الحركات المسلحة لن تقف في طريق مستقبل أبناء دارفور. وأضاف أن القول بسعي الحركات لعرقلة الامتحانات عار من الصحة، وتابع: بل نأمل أن تسير الأحوال بالصورة المطلوبة والجيدة لخلق التوازن في مجال الخدمات، حيث أن التدهور الحادث في الخدمات أدى إلى الوضع الحالي، وقال إن أي توقف للامتحانات يعني صب الزيت على النار. وأضاف جار النبي أن بين النازحين من هذه المناطق طلاب يجلسون للامتحان في المناطق التي استقروا فيها، وأضاف أن ما يشاع عن احتمال عرقلة الحركات الرافضة لأبوجا لسير الامتحانات الهدف منه إشانة سمعة هذه الحركات، ومضى إلى القول من خلال (الصحافة) نعلن للمجتمع الدولي أن الحركات بريئة من كل الاتهامات بل نطالب هذا المجتمع بالمساعدة في تحسين الأوضاع بولايات دارفور، وأضاف أن هذا الأمر يدعو للإطمئنان، وقال إن الامتحانات ستمضي وفقاً لماخطط له خاصة وأن الحكومة ممثلة في وزارة التعليم العام، أكدت خلال الأيام التي سبقت الامتحانات أن التقارير الواردة من الولاياتالغربية خاصة دارفور مبشرة وقال إن الدليل على استتباب الأمن هو إرتفاع أعداد الطلاب والطالبات الجالسين للامتحانات هذا العام من ولايات دارفور بنسبة زادت عن ال (20%) مقارنة بالعام الماضي. ولتفادي الأحوال الأمنية لجأت حكومات الولايات الثلاث والحكومة الاتحادية إلى تجميع كل الطلاب الممتحنين من هذه الولايات في حواضرها لضمان سير الامتحانات بعيداً عن التوتر وتفادي تعرض الطلاب خاصة في المحليات البعيدة إلى حوادث النهب والإعتداء، فعدد طلاب الجالسين للامتحان بشمال دارفور يبلغ (12) ألف طالب وطالبة، وبغرب دارفور (6) آلاف طالب وطالبة. وعندما سألت أمس الأول وزير التعليم العام عن الأحوال بدارفور الكبرى، أكد أن الأوضاع مطمئنة، وأضاف هنالك مظلة تأمينية فى كل ولاية، بالإضافة للمظلة الخدمية والميزانيات، ونفى وجود أي عوائق تعترض سير الامتحانات، حاثاً الطلاب على إغتنام هذه الأجواء في تحقيق أكبر قدر من التحصيل والنجاح. ونفذ الولاة ووزراء التربية في أنحاء السودان المختلفة أمس جولات على مراكز الامتحانات لبث الطمأنينة في نفوس الممتحنين وللوقوف على الأوضاع على أرض الواقع. وعندما سألت عبر الهاتف أمس وزير التربية بولاية غرب دارفور نورالدين بركات أفادني بأن الامتحانات سارت في يومها الأول بصورة طيبة دون مشكلات أمنية، وتوقع أن تسير بقية الامتحانات على ذات الوتيرة خاصة وأن حكومة الولاية وضعت جملة من التحوطات الأمنية لمنع تعكير أجواء الامتحانات، وقال إن الولاية جمعت الممتحنيين والبالغ عددهم (6.446) طالباً وطالبة في مراكز بمحليتي زالنجيوالجنينة، حيث بلغت أعدادهم بالمحلية الأولى (2.619) طالباً وطالبة، سجل (37) منهم غياباً في اليوم الأول حسب سجل الحضور، وقال إن بقية الممتحنين بمحلية الجنينة يبلغ عددهم (3827)، وفي ولاية شمال دارفور أكدت الحكومة أن اليوم الأول للامتحانات سار بصورة طيبة. وإذا كان هذا واقع الحال بدارفور فماذا عن حال ولاية أخرى كنهر النيل مثلاً، وعندما سألت أمس عبر الجوال وزير التربية بولاية نهر النيل دكتور عبدالله التهامي عن سير الامتحانات في يومها الأول أكد هدوء الأحوال، وقال إن الإجراءات الأمنية لتأمين الامتحانات تسير كما خطط لها، وكذلك الإجراءات الفنية والخدمات والداخليات. وحسب التهامي فإن الأوضاع تمضي بصورة ممتازة، مشيراً إلى أن قيادات الولاية قرعت الجرس إيذاناً ببدء الامتحانات انطلاقاً من مدرسة عطبرةالجديدة النموذجية بنين، أعقبه طواف على سبع مدارس بمدينتي عطبرة والدامر على أن تتواصل الجولات خلال فترة الامتحانات لتغطي كل المدارس بمحليات الولاية المختلفة، مضيفاً أن عدد الجالسين للامتحانات (16) ألفاً و(281) طالباً وطالبة، منهم (6.708) نظاميين، و(6.110) اتحاد معلمين، ومنازل (1996)، وخاص (823)، وصناعي (244)، وتجاري (.140)، وزراعي (10)، وحرفي (157)، وديني (93)، بينما عدد المراكز (111) مركزاً. والمعروف أن الامتحانات لهذا العام والتي بدأت أمس بمادة اللغة الإنجليزية سجل لها (370) ألف طالب وطالبة، وتستمر حتى الخامس من أبريل القادم على أن تبدأ أعمال الكنترول منتصف ذات الشهر والتصحيح في الحادي والعشرين منه ومن المتوقع إعلان التنيجة في الأسبوع الثاني من يونيو القادم.