لم يفق المتمرد عبد الواحد محمد نور من صدمة انشقاقات عدد من قياداته وأنضمامهم للحوار الوطني ،حتي جاءت تصريحات المبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان دونالد بووث قاطعة بعدم تأثير غياب عبد الواحد محمد نور علي عملية السلام في السودان ،واوضح بوث أنه يجب أن لايكون السلام في السودان رهين بعدم مشاركة عبد الواحد مشيراً الي أن المطلوب الأن هو عملية سلام شاملة تتضمن جميع الجهات الفاعلة ،وتعالج القضايا الشسياسة ،والأمنية والإنسانية في جذور الصراعات في السودان. تعنت الحركات الدارفورية ورفضها غير المبرر للتفاوض وحل المشكلة التي إصطنعتها بدارفور سلمياً قاد معظمها الي طريق مسدود قد ينتهي بها الي التلاشي ، وهو ذات المصير الذي إقتربت منه حركة عبد الواحد وفقاً لجميع التحليلات السياسية التي تنبأت بزوالها بصورة تدريجية وصدقت في ذلك ، فقد قصمت ظهرها الضربات العسكرية التي وجهتها لها القوات المسلحة علي مناطق تواجدها بجبل مرة مؤخراً مما أدي لفقدانها مواقعها الإستراتيجية ومقتل العشرات من منسوبيَها من بينهم قيادات ميدانية بارزة فيما لجأ البعض الآخر الي الإنشقاق والجنوح للسلام اخرهم المجموعة التي التحقت بالحوار الوطني امس الأول . ظل عبد الواحد محمد نور رافضاً بمعزل عن الحركات الدارفورية الأخري جميع المنابر التفاوضية الرسمية وغير الرسمية التي جرت سابقاً كما أنه رفض التوقيع على خارطة الطريق التي وقعت عليها حركات دارفور وقطاع الشمال ، ويري المتابعون أن عقلية عبد الواحد المتزمتة ومهارته البارعة في خلق الخصوم حولت حركة تحرير السودان الي مجموعات صغيرة ومتناثرة وخرج عنها القادة المؤسسين لها ، منهم من وقع إتفاق سلام مع الحكومة ومنهم من أسس حركة أو فصيل مستقل ، فيما ذهب البعض الآخر الي حال سبيله أو التحق بالحركات المتمردة الأخري. كان لإرتباط عبد الواحد بالدوائر الغربية والمنظمات اليهودية أثر سالب على مسيرة السلام في السودان كما أنها كانت وبالاً على المجتمع الدارفوري الذي تأثر من ويلات الحرب والممارسات السالبة من حركة عبد الواحد التي قامت مؤخراً بإنتهاكات عديدة في جبل مرة فيما يختص بمجال حقوق الإنسان حيث انها تعمدت استخدام المواطنيين دروعاً بشرية بصورة اساسية في معاركها ضد القوات المسلحة بجانب انها قامت بإستخدام القري بالجبل كملاجيء لها لنصب كمائن من داخل هذه القري وتعريض حياة مواطنيها للخطر ، بالإضافة الي الإنتهاكات الأخري التي تقوم بها من اعمال النهب والسرقة لممتلكات المواطنيين وفرض الرسوم عليهم بقوة السلاح واعمال التجنيد الإجباري واعتقال وقتل كل من يقف في طريقها. وكانت منظمات قد سجلت استمرار اعتراض القوافل التجارية ونهب ممتلكات المواطنيين الشخصية والأموال وغيرها من قبل قوات حركة عبد الواحد ، كما أنها قامت بالأستيلاء علي عدد من العربات المحملة بكميات من السكر والإسبيرات والإيطارات والمواد التموينية وسرقة المواشي وقتل المواطنين الذين يتصدون لها، وهي العمليات التي قلت خلال الأونة الأخيرة بعد نجاح السلطات في التصدي لهذه الممارسات وبسط الأمن والإستقرار. ويوضح هاشم موسي البشر مساعد رئيس حركة القيادة التاريخية المنشقه أن حركة عبد الواحد تعيش أوضاعاً مزرية وأصبح غالبية منسوبيها من الأطفال والصبية صغار السن مما أدي لإنتشار ظاهرة إدمان المخدرات وأمراض سوء التغذية والأمراض النفسية وحوادث الإنتحار ، متابعاً أن منسوبي عبد الواحد عاثوا فساداً في منطقة جبل مرة وتضرر من ممارساتهم غير الإنسانية الكثير من المواطنين كالتجنيد القسري للأطفال واختطاف الفتيات، والإستيلاء علي ممتلكات الأهالى وفرض جبايات واتاوات فوق طاقتهم ، مؤكداً أن عبد الواحد فقد سيطرته علي جبل مرة بعد الإنشقاقات التي ضربت فصيله، ولا زالت هناك أعداد كبيرة من فاقدي الثقة في عبد الواحد يرغبون في الإلتحاق بركب السلام. استطاعت الحكومة إقناع المجتمع الدولي بعملية الحوار الوطني الذي يمثل الحل الإنجع لمشاكل السودان مما افقد الحركات المتمردة وعلى رأسها عبد الواحد التأييد الدولي . وكان المبعوث اللأمريكي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث قد دعا في اكثر من مرة الحركات المتمردة للإستماع الي صوت العقل والدخول في عملية السلام، وقال بوث الذي سبق له أن وقف على الأوضاع في الأمنية على الوضع في دارفور إن رفض عبد الواحد للتفاوض أصبح مشكلة لمعظم الجهود العالمية لإنهاء الصراع في السودان، وأصبح مضراً بشكل خاص في أن الأطراف الأخرى تتجه صوب السلام ،ويمضي بوث بالقول لقد حان الوقت لعبد الواحد للإنضمام الى المجموعات الأخرى بإعلان وقف العدائيات والإلتزام بالمفاوضات السياسية والدخول في جهود حقيقية لإنهاء سنوات من العنف الذي لا يوصف. مما لا شك فيه أن حركة عبد الواحد نور تعاني من التدهور وفقدت سيطرتها على الأوضاع داخلياً وخارجياً وذلك بشهادة المجتمع الدولي الذي تبين له أن عبد الواحد يفتقد للعدالة والرؤية السياسية ،فوهو السبب في إنقسام حركة التحرير إلى أكثر من (40) فصيل ، وبعد أن مضي الحوار الوطني الي غاياته وتوقيع الحركات الدارفورية على خارطة الطريق اصبحت خيارات عبد الواحد محدودة خاصة في ظل الإنقسامات الأخيرة وإنضمام ابرز قادتة الي السلام ، و اعتمد عبد الواحد خلال مسيرتة على اسناد المجتمع الدولي له لكن ربما حملت تصريحات المبعوث الأمريكي الأخيرة بين طياتها إعلان شهادة وفاة حركة عبد الواحد نور.