ليه كده يا هلال ؟.. ولمَ هذه النتيجة المؤسفة ؟ .. حتى وإن كنت يا هلالنا تلعب مع (برشلونة) ما كانت لتصل النتيجة لهذا الدرك الأسفل !.. وكيف هذا و معنوياتك كانت يا هلال في القمة ، خاصة وأن من ورائك رجال يصرفون الوقت والمال والجهد من أجل رفعتك يا هلال السودان ومن أجل تطور (كووورة) السودان ، ومن ورائك يا هلالنا الملايين من المشجعين المخلصين .. وكيف هذا وأن الحافز كان مليوناً من الدولارات ، وأن النصر كان قاب قوسين أو أدنى ، وملاعبنا كانت في أشد الحاجة لأي دعم مادي ونصرٍ معنوي .. عزيزي الهلال .. أتيت لنا في المغربِ في جولتك الأولى مع (الوداد) ، فصهرتنا في بوتقة واحدة .. كلنا كنا السودان .. ذهبنا (على الرغم من قلتنا) جميعنا للملعب لتشجيعكم في ظروفٍ قاسية .. وأسمعنا صوتنا .. ذهبنا شيباً و شبابا .. موردة ومريخاً وهلالاً .. كباراً وصغاراً .. رجالاً ونساءً .. ذهبنا تحت المطر والزمهرير والبَرَد .. وكان من بيننا من لم يلج الملعب كمتفرج لأكثر من عشرين سنة خلت ، ولكنه ذهب لتشجيع هلال السودان وشباب السودان .. وتأهلنا وهللنا وفرحنا حتى بكينا .. فنحن دوماً نتوق للنصر الذي حيناً من الدهر فارقنا .. ثم بالكأسِ النفسَ منينا ، ثم بتنا نحلم ونحلم .. ونحلم .. تارةً بالكأس وطوراً بالسمعة الكروية الحسنة و كذلك بالمليون التي نحن في أشد الحاجة لها .. ثم انتظرنا نعد الثواني للقاءٍ مشرفٍ آخر .. وكان اللقاء الآخر في الدارالبيضاء .. والملعب كان بعيداً عن معظمنا إلا من سكن البيضاء .. ومع هذا وعلى الرغم من الجو البارد القاسي ، والتوقيت الصعب للمباراة ، تقاطرت الجموع السودانية من مدنٍ بعيدة نحو البيضاء .. من الرباط ومن مراكش وفاس ومكناس وتطوان وطنجة وأغادير .. منهم من ركب القطار ومنهم من استقل الحافلات أو السيارات الخاصة .. وارتحل الجميع رجالاً وركباناً .. وسار الركب من كل حدبٍ وصوبٍ باتجاه البيضاء وكأني بهم في حالة زحفٍ مقدسٍ !.. ظروف عملي لم تسمح لي بالذهاب للبيضاء ، فابتعثت ابني وابنتي وحفيدتي (إلهام عتباني) وعمرها ستة أشهر .. حيث كانت أصغر من ولج مباراةً للهلال .. وأصغر من شجع الهلال .. صبغنا للحفيدة وجهها بالأزرق ورسمنا على وجنتيها الحلوتين هلالاً .. (شغل خواجات) وفي القمة كانت المعنويات ! .. دفعنا بالرضيعة في جوٍ صعبٍ من أجل هلال السودان .. وغامرنا بتواجد الحفيدة في ذاك الجو المشحون بالتدافع والتشنجات !. قلت لابنتي : (كلما أحرز الهلال إصابة أخبريني بالموبايل) .. ثم ذهبوا .. ابني و ابنتي وحفيدتي بصحبة الحافلة التي نظمتها الجالية السودانية من الرباط للبيضاء .. وكانت المأساة .. اتصلت ابنتي بالموبايل قائلة .. (نحن في طريقنا للمكان المخصص لنا والزحمة شديدة ولكن يا والدي سمعنا صيحة مجلجلة لا تفسير لها غير أن (الرجاء) أحرز هدفاً .. فقلت لها (ربنا يكضب الشينة ، أنتِ ما بتفهمي في الكورة ، كدي أجلسي في المكان المخصص لكم وأرجو أن تعملي حساب حفيدتنا وأصغر مشجعة للهلال وحذاري من التدافع لأن الجمهور يقدر بأكثر من خمسين ألف متفرج .. وكوني معي على اتصال) .. ثم بعد فترة قصيرة اتصلت ابنتي مرة أخرى قائلة (لسه يا بابا ما وصلنا كراسينا لكني سمعت صيحة مجلجلة أخرى أحسبها إصابة أخري للرجاء )! .. فقلت لها مرة أخرى (ربنا يكضب الشينة) .. ثم أخذت ابنتي مكانها مع بقية المشجعين السودانيين وأكدت لي في لحظتها بالهاتف ولوج مرمى هلال السودان لإصابتين سريعتين .. ثم تواصلت (المهاتفات) .. آآآخ إصابة أخرى يا بابا .. إصابة أخرى يا بابا .. إصابة أخرى يا بابا .. ويا سبحان الله فقد كرهت في تلك اللحظات التليفون وصرت أخاف من رناته .. وليه كده يا هلال السودان ؟.. وكيف يا هلال السودان نترك لاعباً خطيراً ك(بيضوضان) الذي سجل لوحده أربعة أهداف ؟.. كيف نتركه طليقاً وكأني به في (أرض سايبه) ؟ ولمَ كل هذه الكمية من الأخطاء القاتلة في الدفاع ؟.. ولمَ (نستوظف) مدرباً طالما أن اللعيبة تائهون هكذا في الملعب ؟ أسئلة حيرى كثيرة !!.. عموماً نرجو من القائمين على أمر الهلال ، والقائمين على أمر الكرة في بلادنا ودون انفعال ، أن يجلسوا هذه المرة جلسات هادئة جادة وأن يتفكروا في كيفية المخرج من أزماتنا الكروية والرياضية .. وأن يتركوا المهاترات التي تضر بنا جميعاً جانبا .. فنحن نحب الكرة .. ونتوق لأن نلعب ولا نتلاعب !.. فقد بلغ السيل الزبى ، فكفانا تلاعب بسمعة البلد ومعنويات شبابنا ، وكفانا هزائم مذلة !!!.. توفيق منصور (أبو مي) موردابي مقيم بالمغرب الرباط : المملكة المغربية