٭ القرار الأمريكي بتخفيف العقوبات.. (كبير) وبه عصف ذهني كبير .. يشير لوجود عقول وفكر يعمل بجد ونشاط وهمة وعزيمة من أجل أمريكا ومصالحها على المدى البعيد.. السياسة عندهم شغل مؤسسات ومراكز أبحاث.. لا علاقة (مباشرة) لها بشخص أو حزب.. القرار يخرج معبراً عن (الإرادة الأمريكية) الواحدة… ٭ تعال شوف العجب العجاب في السودان، حيث تغيب الإرادة الوطنية السودانية، والتي ليست بالضرورة هي النظام… نتوقف عند تصريح زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي باعتباره (أكبر) الأعضاء سناً في (النادي السياسي السوداني) ويفترض في كلماته الحكمة والوطنية وتقدير المصلحة العليا للدولة السودانية، وفق استراتيجية بعيدة المدى لا علاقة لها براهن الصراع الحالي حكومة ومعارضة.. ٭ أول حاجه وصفه لأسس القرار الأمريكي بأنها (غير حقيقية)!، ووضع أمام الأمريكان (4) مقاييس لأي إجراءات تدعم السلام والتحول الديمقراطي.. ٭ الغريب في الأمر أن هذه المقاييس هي ذاتها (خريطة الطريق الأمريكية) فما الجديد الذي جاء به (الإمام) فبعد جهد فسر الماء بالماء.!! ٭ الصادق لم يكتف بذلك، بل اجتهد في البحث لإيقاظ (الفتنة) التي هي أصلاً لم تذهب (للسرير) ولفت الناس ل63 قراراً من مجلس الأمن لا تلامس القرار الأمريكي.. ٭ المهدي في تصريحه الصحفي يحرض الرئيس الأمريكي ترامب الذي سيقوم بمراجعة هذه القرارات أن يعمل على دعم الشعب السوداني في مهمة السلام العادل والشامل والتحول الديمقراطي الكامل.. يا أخي الكريم الكلام (ده قالوا) وين الجديد؟؟ نعم، الإمام يطلب من أمريكا أن تساعدهم في الوصول للحكم.. حتى لو أدى ذلك للتراجع عن قرار رفع العقوبات.. وينسى الصادق المهدي أن الشعب السوداني الذي يتحدث باسمه قام بإسقاط نظامي (عبود ونميري) رغم دورانهما في الفلك الأمريكي.. ولعله يتذكر أن أقوى شعارات الانتفاضة في أبريل كانت تقول ( داون.. داون.. يو.. إس.. إي) ٭ لقد أنجز الشعب السوداني التحول الديمقراطي كاملاً بأغصان النيم وبالإرادة الحرة الرافضة للديكتاتورية .. وسلم السلطة للسيد الصادق فماذا كانت النتيجة ؟ ٭ المهدي قال إنه سيخاطب أوباما وترامب بهذه المعاني .. هو وأنت وأنا وأمريكا وبائع البطيخ في الدروشاب كلهم يعلمون أن أمريكا اضطرت للجلوس مع النظام بعد أن وصلت مراكزها ودراساتها لقناعة بأنه _ أي النظام _ أفضل من (بديل المعارضة المطروح في سوق السياسة السوداني).. ٭ وللأسف ( ناس كثيرين كذلك).. والسبب مثل هذه الأحاديث البعيدة عن الوطنية، وبالضرورة عن (الشعب)