أفادت دراسة أميركية جديدة أن عدم انتظام ساعات عمل الأمهات ما بين المساء والليل أو المناوبات المتغيرة يؤثر بشكل سلبي على ذكاء أطفالهن ونموهم الإدراكي. جاء ذلك في العدد الأخير من مجلة "تشايلد ديفيلوبمنت" أو "تنمية الطفل" المتخصصة والصادرة عن جمعية أبحاث تنمية الطفل. وتأتي هذه الدراسة في وقت يتزايد فيه عدد الأمهات اللاتي يمارسن وظائف بساعات عمل غير قياسية أو معتادة، خصوصا بين الأمهات اللاتي لا عائل لهن. فقد لاحظت الباحثة الدكتورة وين إجوي هان، مؤلفة الدراسة وأستاذة الخدمة الاجتماعية بجامعة كولومبيا، وكذلك دراسات سابقة، أن هناك صعوبات في الموازنة بين التزامات العمل وبين مسؤوليات الأم نحو أسرتها في ظل جداول عمل غير مستقرة. ومن أجل النظر في تأثير ذلك على النمو والتطور الإدراكي لأطفال هؤلاء الأمهات، استخدمت الدكتورة هان معلومات وبيانات برنامج رعاية الطفولة المبكرة التابع ل "المعهد الوطني لتطور صحة الطفل"، لتتبع حالات 1364 طفلا من عشر مناطق مختلفة في الولاياتالمتحدة، منذ ولادتهم عام 1991 وعلى مدى السنوات الثلاث الأولى من حياتهم. "وجد الباحثون أن أطفال الأمهات العاملات وفقا لساعات عمل غير قياسية كان أداؤهم سيئا جدا في اختبارات الإدراك التي تقيّم نمو القدرة اللغوية والذاكرة والتعلم وحل المشكلات لدى هؤلاء الأطفال ومعرفتهم بالألوان والحروف والأرقام والأشكال" وتركز اهتمام الباحثين على 900 طفل كانت أمهاتهم عاملات في السنوات الثلاث الأولى من طفولتهم، وكان نصف هؤلاء الأمهات يمارسن وظائف أو أعمال ذات ساعات عمل غير قياسية في تلك الفترة. ولدى دراسة وتقييم الحالات، أخذ الباحثون بالاعتبار عوامل كمستوى البيئة المنزلية، والرعاية المتوفرة للطفل، والاكتئاب المصاحب للحمل، وحساسية الأم نحو أطفالها. وجد الباحثون أن أطفال الأمهات العاملات وفقا لساعات عمل غير قياسية كان أداؤهم سيئا جدا في اختبارات الإدراك التي تقيّم نمو القدرة اللغوية والذاكرة والتعلم وحل المشكلات لدى هؤلاء الأطفال ومعرفتهم بالألوان والحروف والأرقام والأشكال. واستنتجت الدكتورة هان أن أحد الأسباب لسوء أداء هؤلاء الأطفال هو نوع العناية التي يتلقاها الأطفال عندما تعمل أمهاتهم ساعات غير قياسية. وخلصت دراسات سابقة إلى أن الأمهات اللاتي يعملن ساعات غير قياسية كانت فرصتهن في وضع أطفالهن في مراكز رعاية مناسبة أقل من فرصة الأمهات اللاتي يعملن ساعات قياسية معتادة. وقد ثبت الارتباط بين مراكز الرعاية المناسبة وبين ارتفاع الحصيلة الإدراكية للطفل. وهكذا ترى الدكتورة هان أن أطفال الأمهات المرتبطات بساعات عمل غير قياسية يفتقدون الرعاية اللازمة لإعدادهم ذهنيا وإدراكيا للحياة المدرسية، بينما يتلقى ذلك الإعداد أطفال آخرون.