( صلاح شكوكو ) الصحافة الرياضية والتى ظلت تتحول رويدا رويدا عن دورها المناط بها في التوعية والإرشاد التوجيه .. هاهي تنزلق وتدخل منعطفا خيرا للغاية .. بخوضها في الماء الأسن لتتحول الى صحافة جامحة .. لا تعرف المعايير ولا الضوابط ولا الخطوط الحمراء .. بل لا تراعي القيم الإجتماعية التي تسود حياة الناس . فقد تابعنا خلال الأيام الماضيات أن أغلب الإصدارات الرياضية قد تفرغت تماما للخوض في قضايا لا تخدم الأهداف الرياضية بأي صورة من الصور .. بل أنها أخذت الكثيرين الى مزالق إنصرافية قوامها الإثارة والرخيصة والكيد الرياضي الذي يدلل على وجه الممارسة الكالحة التي ندور في فلكها . فقد تناولت تلك الإصدارات بعض الأحداث التي (( قيل )) أنها بدرت من بعض اللاعبين المحترفين القادمين من خارج السودان .. والذين يلعبون في أندية المقدمة في السودان .. بدءا بحادثة (( قودين وبيتر )) والتي قيل أنها قد حدثت في مدينة الخرطوم بحري ثم تلتها مباشرة حادثة (( إيداهو وإيفوسا )) . ودون التطرق الى مدى صحة أو عدم صحة هذه الأحداث ذاتها .. إلا أن مجرد إفساح هذا الحيز لها في صدر هذه الصحف لهو المؤشر الواضح على ماتعانيه صحافتنا من الفراغ الموضوعي بحيث لا تعرف ما ينبغي أن يكتب وما ينبغي أن يهمل .. مما يعكس غياب المعايير الواضحة في العمل وتتحول الصحافة الى أدوات حزبية رياضية ملونة لا تراعي القيم والأخلاق .. ثم لتتحول أخيرا الى صحف صفراء تترصد وتتتبع عورات الآخرين .. ولعلنا نتفهم جيدا الأسباب التي أدت الى تأجج هذا الصراع والنزق والأستهتار والذي أوصل الصحافة الرياضية عندنا الى هذا التناول والذي يعود بصفة مباشرة الى الصراع المرير والتاريخي الحاد بين الناديين الكبيرين .. والذي لم يراعي مكانا أو زمانا فإتخذ كل الساحات وكل المواسم للكيد للآخر دون مراعاة لأدب التناول ولا طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه . هذا السجال الذي زكته تحول كثير من الصحف والصحفيين عن دورهم الحيادي والموضوعي الى كورال أعمى يردد مقالات وصيحات الآخرين دون معايير ذاتية تحدد درجة الجنوح .. بل تحوَل الكثيرون منهم الى أبواق تنعق في غابة خرساء .. ولعل هذا الإنشغال يذكرني بما ينشغل به تلاميذ الصفوف الدنيا في المرحل الإبتدائية .. والذين يستمتعون بمكايدات الطفولة (( بيتنا أفضل من بيتكم - وعربتنا أفضل من عربتكم )) وكثير من مثل هذه الكلمات التي لا تنتهي .. ولعل هذا النبش يعتبر نوعا من التتبع البذيء لعورات الآخرين مهما كانت حقيقة ما حدث .. لأن مجرد حدوث هذه الأحداث يجب أن لا يكون مصوغا لهذا التناول والتشهير .. ذلك أنها قضية مكانها مضابط الشرطة وآليات التعامل معها . ولعلنا نتفهم أن الكيد قد واكب هؤلاء اللاعبين منذ بداية فكرة إستقدامهم من خلال حديث ممجوج هنا وهناك .. وما يحدث الآن ماهو إلا جزء من ذات السياق .. وإمتداد لما كان بالأمس وما سيكون في الغد كذلك .. مما يعني أن هذه المعارك ستكون متحركة ولن تنتهي . وقد يستغرب المرء كثيرا حالما يجد صحيفة لها وزن في الشارع .. وقد جنحت الى مثل هذا الإنزلاق الخطير وهي تخاطب مجتمعا متعدد الفئات فيهم من هو في قمة الهرم الإجتماعي مرورا بطبقاته المختلفة حتى قاعدته الواسعة حيث يقف قطاع واسع من الفئات التي تتأثر بما يقال وما تتناوله الصحافة . وخطورة مثل هذا القول يكمن في أن تكرر تناول مثل هذا الأحداث قد يهزم القيم الأجتماعية والنفسية عبر بوابة الرياضة التي تنتمي إليها كل فئات المجتمع مما يفرز أدبا جديد في حمية الصخب والصراع المرير بين أنصار القمة لدينا . وهنا يبقى السؤال .. ماذا ينتظر مجلس المطبوعات والصحافة ؟؟ أليس هو الجهة المناط بها توجيه الصحافة وتحديد ملامحها ووضع المعايير القانونية لها ؟؟ ولعلنا في حاجة ماسة الى إعادة صياغة قانون مزاولة الصحافة خاصة الصحافة الرياضين بوضع معايير واضحة للمشتغلين فيها .. ليكون العمل الصحفي مهنة عفيفة شريفة تجتث منها الأقلام السامة . كلمات متقاطعة :- مازالت الموردة تعاني من عزوف أهلها والحادبين عليها .. ومازالت الموردة تنتظر عزم الرجل للوقوف معها في هذا المنحنى الخطير في تاريخها . التحية للصديق العزيز مولانا / عز الدين الصبابي وهو يلبي الدعوة للوقوف مع النادي .. ولعلني أعتبره مكسبا للعمل الرياضي عامة ونادي الموردة بصفة خاصة . أهل الهلال مدعون قبل غيرهم للوقوف خلف الكابتن / عوض كوكا القابع في أرفف النسيان .