احتفل الرئيس الزيمبابوي بعيد ميلاده الثالث والتسعين حكم خلالها البلاد 36 عاماً، وخلال الاحتفال بعيد الميلاد ومع تمنيات البعض بعمر مديد لعميد الرؤساء الأفارقة، كانت هديته لشعبه بهذه المناسبة الإعلان أن حزبه وشعبه لا يريان خليفة له يعتد به في الانتخابات القادمة المقرر لها العام 2018، وقال موغابي الذي يحكم البلاد منذ العام 1980: "الشعب كما تعلمون يريد أن يحكم على أي شخص آخر على أساس معايير الرئيس موغابي، بالتأكيد إذا شعرت أنني لم أعد أستطيع القيام بذلك، سأبلغ حزبي لكي يعفيني، لكن أعتقد أنه لا يمكنني أن أقول ذلك الآن". جاء ذلك في مقابلة مطولة مع الزعيم الملهم يبثها التلفزيون الرسمي مراراً وتكراراً يومي أمس الاثنين واليوم الثلاثاء بحسب صحيفة ميل أون صندي الحكومية، كما جرت العادة في كل عام احتفالا بميلاد الزعيم موغابي. هذا التصريح صدمة بكل المقاييس وانتكاسة لآمال وتطلعات الشباب الزيمبابوي الذي يتطلع إلى رؤية رئيس آخر للبلاد دون موغابي الذي منذ أن فتحت أعينهم على الدنيا وهو الرئيس الخالد، والتغيير في زيمبابوي ليس تغير من أجل التغيير فقط، بل هو ضرورة ملحة، لأن تجارب الرئيس موغابي على مدى أكثر من ثلاثة عقود لم تورث البلاد إلى المزيد من الفقر والأزمات الاقتصادية، فضلاً غياب تام للمشاركة السياسية والحريات العامة. أقدم رئيس دولة العالم يرغب في الترشح للرئاسة مجدداً، وبحلول العام المقبل عندما يخوض موغابي الانتخابات ويفوز فيها – وهذا أمر محسوم – فإنه سيكون في الرابعة والتسعين من العمر، تخيل رئيس على بعد 6 سنوات من إكمال المئة لينافس ليس فقط على لقب الرئيس المعمر وإنما الإنسان المعمر. هو قالها من قبل سيحكم البلاد حتى الموت، وهو ما رددته زوجته التي ذهبت إلى أبعد من ذلك بأنه سيحكم حتى بعد الممات، وأن (جثته) هي التي ستحكم البلاد، واتهمت غراس موغابي، زوجة الرئيس بعض أعضاء حزب (زانو) الحاكم في البلاد بالتآمر للإطاحة بزوجها. وقالت "إذا مات المؤيدون ينبغي أن يضعوا اسمه على ورقة الاقتراع لإظهار دعمهم له". رئيس في الرابعة والتسعين صدق أو لا تصدق، هذه ستكون من عجائب العام 2018 الذي يشهده في منتصفه انتخابات الرئاسة الزيمبابوية أو بالأحرى انتخابات تجديد الولاء للرئيس المعمر روبرت موغابي الذي يخوض الانتخابات تلو الانتخابات، وهو الفائز الوحيد والزعيم الوحيد في كل مرة، وظن الجميع أنه لن يقدر على خوض انتخابات أخرى، ولكن من الواضح أنه مصمم على خوضها، حتى وإن كانت (جثته) كما تشير زوجة الزعيم، والترشح رغم أنه متوقع ومكرور، ولكنه صادم جداً.