أبدت الحكومة السودانية ترحيبها بالخطة التي طرحتها الصين لدفع التعاون المشترك بين البلدين، وأمّنت على تشكيل لجنة لتفصيل المحاور المطروحة بالخطة. وأكد د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية في تصريحات صحفية عقب لقاء الرئيس البشير بالوفد الصيني بالقصر الجمهوري أمس، أن الصين تقدّمت بخُطة للتعاون المشترك في أربعة محاور هي المحور الاقتصادي في مجالات الطاقة والبنى التحتية والمجال الزراعي وتوفير الغذاء، ومحور التعاون في مجال التدريب وتنمية القدرات، ومحور سياسي أكّدت فيه الصين أنّها تريد أن يكون هناك تعاون متطور بينها والسودان في القضايا المشتركة بين البلدين والقضايا الإقليمية في أفريقيا والعالم العربي، والمحور الثقافي، وأكّدت الصين أنّها ترغب في تطوير علاقاتها الثقافية مع السودان، من خلال فتح مراكز للتعريف بحضارة البلدين، بجانب التعاون والتنسيق بين الجامعات في البلدين، وأشار د. مصطفى إلى ترحيب الحكومة بالمقترحات، وقال إن الرئيس البشير أمن عليها، وقال إنه سيكلف لجنة لتفصيل هذه المحاور كخطة عمل في المرحلة المقبلة، والتعامل معها من الأجهزة المختصة بالبلدين. وقال د. مصطفى إن جو رئيس الوفد الصيني نقل رسالة شفهية من الرئيس الصيني هو جنتاو أشاد فيها بالعلاقات المتطورة بين البلدين، وأكّد استمرار التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والتدريب، وأكّد أنّ العلاقات بين الحزب الشيوعي الصيني والمؤتمر الوطني تُحظى بأولوية لدى القيادة في الصين. ومن جانبه حمّل البشير جو رسالة لنظيره الصيني، ووجّه له الدعوة لزيارة السودان في الوقت الذي يُناسبه، وحسب د. مصطفى فإنّ البشير قدّم التهنئة لرئيس الوفد الصيني بمناسبة العيد الستين لتأسيس دولة الصين، والعيد الخمسين للعلاقات السودانية الصينية، وبمناسبة مرور عشر سنوات على بدء إنتاج البترول السوداني، وأضاف د. مصطفى أن البشير قدم شرحاً حول تطورات الأوضاع في دارفور واتفاقية السلام الشامل، وأشاد بالتطور الحادث بين البلدين في شتى المجالات، بجانب تقديمه شرحاً لإمكانات السودان والمجالات المختلفة التي يمكن الاستثمار فيها بالتركيز على الاستثمار الزراعي، وأشار للمساحات الواسعة التي تمكِّنه من توفير الغذاء لشعبه وللعالم، وقال إننا نريد أن نستفيد من قدرات الصين في هذا المجال. وأضاف د. مصطفى أن جو أكد أن القيادة الصينية ستعمل على دراسة مشروع إستراتيجي في مجال الزراعة بالسودان، وتطوير مصفاة الخرطوم ليتضاعف إنتاجها، وقال إنها ستستمر في تمويل مشروعات التنمية التي تقوم بتنفيذها في السودان، والمشاريع التي طرحت خلال اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة. من ناحيته أكد علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية، أنّ الفهم المشترك للقضايا الدولية هو ركيزة العلاقات السودانية الصينية، ودعا إلى تعزيز مجالات التعاون بين البلدين، وأضاف في ختام اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين بقاعة الصداقة أمس، أن السودان والصين ظلا يتبادلان النصرة والسند في القضايا الدولية. من جانبه دعا تشو كونغ كانغ العضو الدائم باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إلى نقل التعاون الصيني الأفريقي لمستوى جديد. ووقّع الجانبان عدة اتفاقات ومذكرات تفاهم، من بينها قرض صيني بحوالي خمسة وثلاثين مليون دولار، وقرض بدون فوائد بحوالي أحد عشر مليون دولار، ومنحة بذات المبلغ، ومذكرة تفاهم لرفع قدرة مصفاة الخرطوم إلى مائتي ألف برميل يومياً، ومذكرة للدفع المقدم لتجارة البترول، واتفاقية للنقل الجوي.