عمّ الإضراب الشامل، اليوم الإثنين، أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، والمناطق العربية داخل إسرائيل، تضامنا مع المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية لليوم ال36 على التوالي. وكانت "اللجنة الوطنية العليا لإسناد الإضراب" (تضم فصائل ومؤسسات تُعنى بقضايا المعتقلين)، قد دعت أمس إلى الإضراب. ويواصل مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية إضرابهم عن الطعام منذ 36 يوما، مطالبين بتحسين ظروف اعتقالهم الحياتية. ويقود الإضراب، مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، المعتقل منذ عام 2002، والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة. وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 6500 فلسطيني، وفق إحصائيات فلسطينية رسمية. وأفاد مراسل وكالة الأناضول، أن الإضراب الشامل عمّ أنحاء مدينة القدس الشرقية المحتلة، منذ صباح اليوم. وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وخاصة في مركز المدينة التجاري، وبلدتها القديمة، وتوقفت حركة المواصلات العامة بشكل شبه كامل. كما أغلقت المدارس الخاصة والحكومية، وكذلك التابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" أبوابها. ويتزامن الإضراب مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت لاحق إلى مدينة القدس الغربية في أول زيارة في منصبه الجديد إلى إسرائيل. وسيكون بإمكان الرئيس الأمريكي، أن يلمس الإضراب خلال تنقله من فندق الملك داود في القدس الغربية، حيث يقيم، والى كنيسة القيامة في داخل البلدة القديمة. وفي الضفة الغربية، أفاد مراسل وكالة الأناضول، أن المحال التجارية أغلقت أبوابها، وتوقفت حركة السير والنقل العام، وأُغلقت المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس والجامعات أبوابها، تلبية لدعوة الإضراب. ومن المفترض أن تنظم، بعد ظهر اليوم، مسيرات في مراكز المدن، وأخرى على نقاط الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي. وفي قطاع غزة، الذي تحكمه حركة حماس، أغلقت المحال التجارية والجامعات والبنوك أبوابها تلبية لدعوة الإضراب. وتم استثناء القطاع الصحي، والمدارس من الإضراب. ومن المقرر أن يشارك العشرات من الموظفين الحكوميين، ومؤسسات تُعنى بحقوق المعتقلين، في فعاليات ستنظم في خيمة التضامن المقامة في ساحة "السرايا" وسط مدينة غزة. كما عمّ الإضراب التجاري، المدن والقرى العربية في إسرائيل، تضامنا مع المعتقلين. وجاء الإضراب تلبية لنداء وجهته "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"، التي تمثل الطيف السياسي الفلسطيني داخل إسرائيل، في اجتماع لها أمس. وشمل الإضراب المحال التجارية، واستثنى الجهاز التعليمي والخدمات الصحية. وكانت "لجنة المتابعة" قد قررت تنظيم سلسلة من الفعاليات التضامنية مع المعتقلين في السجون الإسرائيلية، خلال الأيام القليلة المقبلة بما فيها احتجاجات قبالة سجون إسرائيلية يومي الأربعاء والخميس. وقالت لجنة المتابعة، في تصريح مكتوب حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه إنها "تدعو أبناء شعبنا الالتزام بالإضراب مساهمةً منا في رفض السياسات الإسرائيلية وتعنّت الحكومة امام مطالب أسرى الحريّة المحقّة والطبيعية".